الاثنين، 24 فبراير 2014

أيام سود شعر : سامي مهدي

قصيدة :

أيام سود
شعر : سامي مهدي

أيّامٌ سودْ
مِسبحةٌ من خَرَزٍ أسودَ
في يدِ شيطانْ
يتسَلّى بالتسبيحِ بها
وهْوَ يرى الإنسانْ
يُقْلى بدمٍ ، ويُتَبَّلُ بالخوفِ ،
وبالبُهتانْ
من جارٍ شرّيرْ
أو خصمً موتورْ ،
أو أيُّ غريمٍ يجهلُه ،
أو أيُّ فضوليٍّ ، أيُّ طفيليٍّ ،
أيُّ حسودْ .

أيّامٌ سودْ
لا شيءَ يُأكَّدُ ، أو يُضْمَنُ فيها ،
لا صوتَ يُمَيَّزُ بينَ الأصواتْ
لا حيَّاً تُذكَرُ سيرتُه ،
أو ميْتاً يُعرَفُ من بين الأمواتْ
والعيشُ اليوميُّ مغامرةٌ في غابِ المجهولْ
فالموتُ رديفُكَ في البيتِ ، وفي الشارعِ ،
في الحقلِ ، وفي المسجدِ ،
في أيِّ مكانٍ تأتيهِ ،
أو تلجأُ فيهِ ،
مُنتَبِذاً ،
أو فزِعاً من فاءِ الخطفِ وقافِ التقتيلْ .
فالموتْ هنا لا يحفلُ باسمٍ ، أو نَسَبٍ ،
أو يبحثُ عن شكلٍ ، أو عمرٍ ،
أو يسألُ عن سببٍ ،
أو يطلبُ من أحدٍ عن أحدٍ تعليلْ .
فالكلُّ ضيوفٌ في دفترِ عزرائيلْ ،
ما داموا من أبناءِ « إنَنَّا » وبهائمِ « إنليلْ » .
والموتُ هوَ الأصلُ ، هو الفرعُ ،
هو الأوَّلُ والآخِرُ
في كلِّ نشيدْ .
لا شيءَ أكيدٌ غيرُ الموتِ هنا ،
لا شيءَ أكيدْ .

12 / 12 / 2006
..........................................................................................
* القصيدة من مجموعة ( أبناء إيننا ) الصادرة عام 2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زقورة عقرقوف من المعابد العراقية في العصور القديمة

زقورة عقرقوف من المعابد العراقية في العصور القديمة وهذه صورة للزقورة وفيها مكان للمعابد العراقية وترتفع بالانسان المتعبد الى الاعلى حيث السم...