الثلاثاء، 10 مايو 2016

أزمة الصحافة العربية  ابراهيم العلاف 

أزمة الصحافة العربية 
ابراهيم العلاف 
للاسف الشديد ؛ فإن الصحافة العربية اليوم ليست كما كانت قبل نصف قرن ؛ فالصحافة العربية المعاصرة تعاني ، وهي اليوم محاصرة ، وتواجه ليس أزمة مادية فحسب بل ازمة في التوجهات .. والان في مصر السلطة تقتحم مقر نقابة الصحفيين ، والمحاكم تقضي بالحكم بالاعدام على صحفيين .. وفي السودان منعت صحيفة "الجريدة " من الصدور على مدى ايام والصحف الحكومية مهددة بالتوقف وما ينشر في الصحف التي تسمى قومية في مصر مثلا ليس بالمستوى المطلوب .. وفي العراق توجد لدينا صحف موالية للكتل السياسية تكتب حسبما يدفع لها الزمار؛ فهو من يحدد النغمة واذا كانت الكتل السياسية الحاكمة تمتلك فضائيات وصحف فإنها تتحكم في هذه الصحف وتشتري من يكتب ، واغلب ما يكتب من الكلام لايضر ولاينفع وفي كثير من الاحيان يضر .. والصحافة في لبنان لم تعد كما كانت . وثمة مسألة مهمة تتعلق بالصحف الممولة من دول الخليج فإنها تحتضر ان لم نقل انها احتضرت والقلة المتحكمة فيها اقصد ممن يكتب فيها منذ عقود باتوا يكتبون مقالات اغلبها انشائية وتجتر ما ينشر في بعض الصحف الاجنبية .. وهكذا الصحف في تونس والجزائر والمغرب اغلبها تمول من قبل الحكومات والصحف الاهلية تواجه مشاكل .. وما نقوله سببه ان الدولة القطرية العربية اخذت بالذبول والتلاشي يوما فيوما ، وهي تعكس الخلل البنيوي .. اقتصادها وجيشها واداراتها وحتى في سياساتها الخارجية والا بالله عليكم هل تقبلون ان يقول وزير خارجية اكبر دولة عربية هي مصر ان مصر لاتسعى للريادة ولاتسعى للقيادة . كما ان الرئيس السيسي نفسه تحدث قبل ايام وقال ان مصر ليست دولة انها شبه دولة فما معنى هذا ؟ انه امر مؤسف ان تتدهور صحفا كنا نتعلم منها ونفيد قبل 50 عاما .. اما اليوم فهي مجرد وريقات تطبل للحكام المستبدين او لرؤساء كتل سياسية كل همهم ان تكون لديهم عقارات ومصالح وميليشيات تتحكم برقاب الناس ، وتنهب اموالهم وتتركهم في اقصى حالات الجهل والفقر والمرض .هذا هو الواقع فكيف تريدون ان لاتكون هناك ازمة في الصحافة ، فكل شيء يعاني من ازمة والازمة وجودية بإمتياز .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جماليات الابداع التفاعلي والدكتور سعيد يقطين

  جماليات الابداع التفاعلي والدكتور سعيد يقطين  احدى طالبات الدراسات العليا في اللغة العربية سألتني عن جماليات الابداع التفاعلي  فقلت لها ان...