علي البازركان 1887-1958 ودور بغداد في ثورة 1920
ابراهيم العلاف
المجاهد الوطني علي البازركان 1887-1958 من الشخصيات البارزة في تاريخ العراق المعاصر ، وهو من زعماء الثورة العراقية الكبرى : ثورة العشرين 1920 ، وله كتاب مهم عنها بعنوان : " الوقائع الحقيقية في الثورة العراقية " طبع لاول مرة سنة 1954 ، واثار عند صدوره مناقشات وحوارات عمقت الكثير من المعلومات والحقائق عن الثورة .
هو علي بن عبد الحميد بن احمد البازركان ، وهذا هو اسمه الكامل الذي يذكره الاستاذ حميد المطبعي في الجزء الاول من كتابه :"موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين " .وبالرغم من أن تأهيله العلمي يقف عند الشهادة الاعدادية التي نالها من "اعدادي ملكي مكتبي ببغداد " الا انه ثقف نفسه بنفسه ، وتعلم لغات مهمة عديدة منها التركية والفارسية والالمانية والفرنسية فضلا عن لغته الام :العربية .
وقد تسنم خلال حياته مناصب عديدة منها أنه كان :معاون مدبر المكتب الجعفري أي المدرسة الجعفرية 1908- 1917 ورئيس بلدية بغداد 1922-1924 وقائمقام 1925-1932 ومتصرف (محافظ ) 1932-1934 ومفتش اداري 1934-1939.
كان السيد علي البازركان نشيطا في مجال العمل الوطني وهو من مؤسسي "حزب حرس الاستقلال " 1918-1920 و"جمعية حماية الاطفال " .
فضلا عن كتابه الذي اشرنا اليه ؛ فقد اهداني ولده الاستاذ حسان كتابا جديدا لوالده صدر بعد وفاته بعنوان :" فصول من تاريخ التربية والتعليم في العراق " طبعه سنة 1992 في بغداد وقال ان لوالده محطوطات لكتب اخرى . وما هي الا فترة قليلة حتى اصدر الاستاذ حسان كتاب والده الثالث بعنوان :" علي البازركان من مذكراته بين الناس والكتب :احاديث وطروحات " ، وكان ذلك سنة 1996 وقد اهداني نسخة من الكتاب .. كما اهداني من قبل ذلك كتاب والده "الوقائع الحقيقية في الثورة العراقية " طبعة مزيدة وجديدة صدرت سنة 1991 وكتابه الاخر :" فصول من تاريخ التربية والتعليم في العراق " ويقع في مجلدين .وقد يكون من المناسب الاشارة الى ان امانة بغداد اسمت في الثاني من كانون الاول سنة 1990 أحد الشوارع القريبة من داره بإسمه ويقع في الكرادة وللرجل اراء مهمة على صعيد الاهتمام بالتربية والتاريخ والربط بينهما لتربية نشئ جديد يعول عليه في بناء الدولة والامة .
جاء في الدليل الرسمي العراقي لسنة 1936 انه :" من ذوات الاسرة البازركانية ، ووجهائها في بغداد .تقلد عدة مناصب رفيعة واشترك في الثورة العراقية " .
في كتبه الثلاثة يقدم علي البازركان شهادته الشخصية عن ما واجهه في حياته وذكرياته الشخصية وما يتعلق بها من روايات وافكار وتجارب وخاصة في سعيه لنشر التعليم على اسس اسلامية عربية بعيدا عن الاسس التي كانت تنتهجها المدارس الرسمية الحكومية والتبشيرية الاجنبية .
في كتابه :" الوقائع الحقيقية في الثورة العراقية " يوجد عنوان فرعي مؤداه ان الكتاب :" رسالة تتضمن مناقشة وتحليل لحوادث ثورة العراق 1920 ورد ما الصق بها من مفتريات وتصحيح مادار حولها من اخطاء " .وقد ناقش البازركان ما ورد في كتب الدكتور محمد مهدي البصير واللواء الركن محمد امين العمري والاستاذ عبد الرزاق الحسني والشيخ فريق المزهر الفرعون .
قالت عنه جريدة " الهاتف " لصاحبها الاستاذ جعفر الخليلي :" والذين يعرفون علي البازركان ، وخدمته في الحقل الوطني في ميدان الثورة العراقية يقدرون ما تحتويه رسالته من حقائق وبما تكشف الستار عن كثير من الاسرار الغامضة التي اغرت البعض في تفسيرها بما يرضي نزعاتهم ، وبما يحقق رغباتهم في التظاهر بمظهر الزعامة " .
اما جريدة " صوت الاهالي " ، وهي لسان الحزب الوطني الدمقراطي فقالت عن كتابه :" الوقائع الحقيقية " :"وفيه -الكتاب - عن بعض الاشخاص الذين ظن انهم قوام الثورة فصاروا عمالقة وما هم في الحقيقة غير اقزام ...ان هذا الكتاب ايها القارئ يريك صورة حقيقية من تاريخك العربي في العراق " .
وقالت عن الكتاب "جريدة لواء الاستقلال " لسان حال حزب الاستقلال :" كتاب ظهر حديثا لرجل اطلع على اسرار السياسة العراقية ، وكيف قامت اسسها الاولى ... ويميط اللثام عن حقيقة كثير من الاحداث والتفاصيل التي رافقت الثورة ... يتحرى اسلوب البحث العلمي ويذكر ( دور بغداد ) الذي لعبته في الثورة العراقية الذي يجهله الكثيرون ويعتقدون ان الثورة اقتصرت على الاوساط العشائرية " .
وقد يكون من المناسب الاشارة الى ان ( المس بل ) السكرتيرة الشرقية لدار المندوب السامي البريطاني اشارت الى دور البازركان وزعماء بغداد في التمهيد للثورة سنة 1920 والتخطيط لها والقيام بدور فاعل ومهم فيها .
اسأل الله الرحمة للاستاذ علي البازركان وجزاه الله خيرا لى ماقدم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق