الثلاثاء، 2 يونيو 2015

لحظات خاصة شعر : سامي مهدي

لحظات خاصة

شعر : سامي مهدي 

تدّافعُ اللحظاتُ ،
تنفي اللحظةُ الأخرى ،
وتأكلُها جميعاً حفرةُ الماضي ،
فأوشِكُ أن أرافقَها إليها ،
ثمَّ استعصي عليها ،
أو على نفسي ،
فأوقِظُ ما ثوى في القلبِ
كي أصطادَ واحدةً
وأنشيءَ لحظةً لي من شظاياها ،
وأمسحَ ما تبقّى من دموعِ اليأسِ ،
انتزعَ السعادةَ من منابعِها ،
وأبتسمَ ابتسامةَ واثقٍ للناسِ والأشياءِ .
هذا الكونُ لي أيضاً ،
ولي من حصّتي فيه سعادةُ أن أكونَ ،
وأن أعيشَ ، ولو إلى أمدٍ ،
وأن أختارَ ، أنّى شئتُ ، أصغرَ غيمةٍ
وأخيطَ لي من قطنِها الفضيِّ أشرعةً ،
وأبحِرَ في فضاءٍ لا حدودَ له
ولا آجال ،
أبحٍرُ حيثُ لا جرحٌ ولا ألمٌ ،
ولا يأسٌ ولا ندمٌ ،
ولا شيءٌ ،
عدا ما أشتهي من نشوةِ الإبحارِ
والإيغال ،
منفرداً ،
وحتّى لو تعبتُ وعدتُ ،
حتّى لو خُذِلتُ ،
فسوفَ أنشيءُ لحظةً أخرى ،
وأخرى ،
تجعلُ الأيامَ أسخى في الوعودِ
وفي الآمالْ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وصباحكم حدبائي موصلي

وصباحكم حدبائي موصلي *وشكرا لمن التقط الصورة صورة منارة الحدباء في الجامع الكبير النوري -الموصل اليوم صديقي الاستاذ اسامة اكرم العبيدي .......