الثلاثاء، 15 مايو 2012

الأستاذ عبد القادر عز الدين .. رمز في التربية والإدارة التعليمية العراقية المعاصرة

   الأستاذ عبد القادر عز الدين .. رمز في التربية والإدارة التعليمية العراقية المعاصرة
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل
    الأستاذ عبد القادر عز الدين حمودي وهذا هو اسمه الكامل مرب ، ومدرس ، ومدير مدرسة ، ومدير عام للتربية في محافظة نينوى ، ووكيل وزير التربية ، ووزير للتربية  ووزير للتعليم العالي والبحث العلمي ..عرفته منذ أكثر من 40 عاما ، وعملت معه حينما كنت مديرا لمتوسطة فتح في الشورة بين 1969-1972 .. إنسان طيب ، ومتواضع ، ومخلص ، ودؤوب ، وواقعي ، وإداري ناجح ، ومدرس متميز ، ووزير متمكن من عمله  .ألف كتابه الموسوعي "تاريخ الشرقاط "بأربع مجلدات من القطع الكبير ونشره على نفقته الخاصة في الموصل 2012 . ويعد من الكتب المهمة والمفيدة أرخ فيه للشرقاط ووقف كثيرا عن آشور وقلعة آشور الشرقاطية .
   ولد سنة 1934 ودرس في مدرسة الشرقاط الابتدائية، وأنهى الدراسة الابتدائية سنة 1946 ثم  ذهب إلى تكريت ودخل مدرسة التفيض الثانوية  الأهلية فيها وتخرج سنة 1949 وأكمل الإعدادية في ثانوية تكريت ، وحصل على الشهادة الثانوية سنة 1952 ، وسافر إلى بغداد ، ودخل كلية الآداب والعلوم –فرع الاقتصاد السياسي ، وحصل على البكالوريوس سنة 1956 .أكمل خدمة الاحتياط العسكرية الدورة 11 في السنة 1956-1957 وبعد أن أنهى الخدمة  العسكرية المعتادة عين مدرسا في المتوسطة الغربية في مدينة الموصل في 26 -3-1957 وبقي حتى ايلول 1958 . ثم أصبح مديرا لمتوسطة الشرقاط 1958-1961 ومديرا لثانوية الشرقاط 1961- 1964  ومدرسا لثانوية قره قوش1964  ومدرسا لمتوسطة عقرة 1964-1965 ومديرا لها ومدرسا لمتوسطة الفاروق في الموصل 1965-1966 ومديرا لمتوسطة المثنى 1968 ..وفي 16-9-1968 عين معاونا لمدير التربية في الموصل ثم مديرا للتربية في 16-11-1969 ولغاية آذار 1975 وبعدها عين وكيلا لوزارة التربية في 27-3-1975 ووزيرا للتربية منذ 27 -7- 1981 .
   يقول الأستاذ عبد القادر عز الدين في بعض أوراقه الخاصة ولدي نسخة منها : " أسندت  لي  مسؤولية وزارة التعليم العالي وكالة بموجب المرسوم الجمهوري 920 في 22 كانون الأول 1983 وقد استمرت الوكالة للفترة من 22-12 -1983 ولغاية 25 -7-1985 ...وأعفيت من المنصب بالمرسوم الجمهوري ذي الرقم 285 في 23 -3-1991 وكانت مدة استيزاري تسع سنوات وثمانية شهور وكانت أطول مدة قضاها وزير للتربية في العراق خلال العهدين الملكي والجمهوري لحد ذلك التاريخ " .
     انتخب عضوا في المجلس الوطني عن المنطقة الانتخابية الرابعة في الموصل من 20-6-1980 ولمدة أربع سنوات .كما انتخب عضوا في المجلس الوطني عن المنطقة الانتخابية السادسة في بغداد من 20 -10-1984 ولمدة أربع سنوات .شغل منصب عضوية المجلس الأعلى لمحو الأمية الإلزامي اعتبارا من 9-7-1976 وشغل منصب نائب رئيس المجلس الأعلى لمحو الأمية الإلزامي منذ تموز 1981 حتى انتهاء مهام ذلك المجلس .
   بحكم مهامه الوظيفية ، حضر ندوات ومؤتمرات عديدة داخل العراق وخارجه وكان معظم تلك الندوات والمؤتمرات ذات طابع تربوي وأبرزها مؤتمرات اليونسكو، ومكتب التربية العربي لدول الخليج ،واجتماع وزراء التربية العرب ،وندوات  مستقبل التربية في الوطن العربي .فضلا عن المؤتمرات التربوية الخاصة بوزارة التربية  والتي كانت تعقد سنويا ولحد سنة 1990 كان عددها 10 مؤتمرات .وكان من مهام تلك المؤتمرات مناقشة واقع العملية التربوية في العراق والمشكلات التي تواجهها مسيرة التربية وخطط الوزارة لتطوير التربية ومناقشة الأهداف التربوية والخطط التدريبية للمعلمين والمدرسين والقيادات  الإدارية التربوية وتطوير المناهج والكتب المدرسية وما شاكل ذلك . يقول في أوراقه الخاصة : " حققت 98 زيارة خلال فترة استيزاري إلى كل محافظات العراق ...وكانت في غالبها زيارات تفقدية لأعمال المديرات العامة للتربية أو حضور فعاليات خاصة بها أو افتتاح أبنية مدارس أو رعاية مهرجانات مدرسية رياضية " . وقد التقى شخصيات عربية ودولية وزار دولا عديدة في العالم وحظي بمقابلة رؤساء دول منهم الحبيب بورقيبة رئيس تونس والدكتور محمد مزالي رئيس وزراءه والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت والشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس الإمارات العربية المتحدة وجاك شيراك الرئيس الفرنسي الأسبق والملك الحسين ملك الأردن ومهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا .
   يقف في مذكراته عند اسباب تعيينه وزيرا للتربية ويقول إن ذلك جاء نتيجة لما تمخضت عنه مناقشة ورقة عمل قطاع التربية والتعليم العالي والتي جرت للمدة من 1-6 تموز 1981 وأضاف كان " علي أن أنفذ الاتجاهات والمؤشرات التي تمخضت عنها تلك الندوة خلال الأعوام الخمسة القادمة وكان ذلك عبئا ثقيلا يزيده وطأة امتداد عمل وزارة التربية الى كل زاوية من زوايا مجتمعنا في المدينة والقرية في السهل والجبل في الاهوار والصحاري بل له صلة في كل أسرة وبيت في العراق "
   يقول إن من أولى الواجبات التي عمل من اجلها عندما كان وزيرا للتربية  تطبيق إلزامية التعليم الابتدائي ومحو الأمية وتحقيق التكامل بين التربية والتنمية والسعي بأتجاه ديمقراطية التعليم وإعادة النظر في فلسفة التربية والتزامها بالأهداف التربوية الصحيحة التي تخدم بيئة العراق .وقال انه جرى تطوير للمناهج والكتب المدرسية سنة 1987 .كما  طبقت في عهد استيزاره تجربة القدر الخليجي المشترك في اللغة العربية والعلوم الاجتماعية وتوحيد كتب الرياضيات للصفوف الابتدائية وكتب العلوم في الصفوف الثانوية .وجرت عملية تطوير المعلم وفتحت اربع معاهد مركزية للمعلمين وهيئت لها أبنية ذات مواصفات هندسية وتربوية عالمية ومن الطريف ان بعضا من هذه الابنية تحولت الى  كليات للتربية الأساسية .كما جرى الاهتمام بمعاهد الفنون الجميلة وفتحت معاهد جديدة في الموصل والسليمانية والبصرة .وقد وضعت قواعد لاختيار المشرفين التربويين ، وجرت عملية تنشيط مجالس الآباء والمعلمين ، وطبقت انسيابية المتخرجين من المدارس المتوسطة إلى المرحلة اللاحقة لتلافي النقص الكبير في الأطر المتوسطة من القوى العاملة  المطلوبة لمشاريع التنمية الشاملة وقد فرض هذا التطبيق توسعا في نشر المدارس المهنية حتى ارتفع عددها ليصل إلى 305 مدرسة مهنية في السنة 1992-1993 .كما تمت توسعة أقسام التربية المهنية في المدارس المتوسطة وتطوير المشاغل اليدوية في المدارس الابتدائية .وقد اعتمدت البطاقة المدرسية ، واستحدث نظام الإرشاد التربوي والتوجيه المهني في مدارس التعليم العام ، وشرع في إخراج مشروع خاص برعاية الموهوبين من الطلبة وعقدت ندوات لذلك وخلصت إلى إقرار مشروع " مدرسة الموهوبين " ووضع نظام خاص  بها .كما استحدثت مدارس المتميزين سنة 1990-1991 وطبق مشروع تسريع الطلبة سنة 1987-1988 وجرى توسع في فتح الصفوف الخاصة للعناية بالأطفال بطيئ التعلم وكان إدخال مشروع البرمجة للحاسبات الالكترونية ضمن مناهج المدارس الثانوية في السنة الدراسية 1983-1984 واستمر تطبيقه ليشمل المدارس المتوسطة في السنة 1985-1986 .وأدخلت رياض الأطفال في تجربة وحدة الخبرة المتكاملة منذ سنة 1981-1982 وتحولت الصفوف إلى ورش لبناء شخصية الطفل كما طبقت تجربة تدريس اللغات الفرنسية والروسية والاسبانية في السنة الدراسية 1980-1981 وجرى توسيع التجربة في السنوات اللاحقة ووصل عدد المدارس المشمولة إلى 51 مدرسة في السنة 1992-1993 .ولغرض تطوير المكتبة المدرسية طبق مشروع المكتبة الشاملة السنة 1984-1985 يهدف إلى تحويل المكتبة التقليدية الى مركز معلومات الكترونية وبلغ عدد المدارس المشمولة بهذا المشروع 342 مدرسة .واعتمدت تجربة نظام القاعات في السنة 1982-1983 لغرض تهيئة الأجواء الدراسية المناسبة التي تتيح للطلبة الانتفاع من البرنامج الدراسي مع منح المدرس فرصة لأداء دوره على الوجه الأكمل .
    يتحدث الأستاذ عبد القادر عز الدين عن تجربته في تطبيق قرار تولى مهام أخرى غير مهامه ومن ذلك تكليفه بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي اعتبارا من 22-12-1983 حتى آب 1985 بمدة عام واحد وسبعة أشهر وقال : " كانت تجربة جديدة فتحت أمامي آفاقا واسعة انتفعت منها وزارة التربية فقد توطدت علاقتي مع رؤساء الجامعات والعاملين فيها وهذا ما مكنني من المشاركة معهم في المؤتمرات والحلقات والندوات وتقديم الدراسات والبحوث كان لها الاثر الكبير في دفع العمل إلى الأمام".
    يقينا أن الأستاذ عبد القادر عز الدين وهو يمارس كل تلك المهام والنشاطات بحيوية وصدق ومحبة يظل واحدا من الرجال الذين قدوا الكثير لوطنهم ..كانت له بصمة واضحة في جدار الحركة التعليمية والتربوية العراقية المعاصر ..انه يستحق كل تقدير واحترام ، أمد الله في عمره ، ومتعه بالصحة والعافية .

هناك 5 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. ما كتبه الدكتور ابراهيم العلاف عن الاستاذ عبد القادر عزالدين وزير التربية الاسبق هو غيض من فيض فبالإضافة الى ما عرضه في مدونته الرائعة اود ان اضيف: ان الاستاذ عبد القادر عز الدين كان ولايزال علما سامقا من اعلام العراق نظر لما قدمه لهذا الوطن من خدمات جليله اثناء توليه اداره وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي وكذلك بعد تقاعده بما اثرى به المكتبة الوطنية من كتابات.
    كان للأستاذ عبد القادر عز الدين دور كبير وواضح في ارساء نظام تربوي رصين ومستقر في العراق حقق طفرة كبيره في ميدان التربية والتعليم حيث اصبح النظام التربوي في عهده من الأنظمة المتطورة والمتقدمة والذي شهدت له الدوائر والمؤسسات التربوية العالمية وفي مقدمتها منظمة (اليونسكو) التابعة للأمم المتحدة.
    لقد عاصرت الرجل ابان توليه منصبي وكيل الوزارة الاقدم ووزير التربية من خلال العمل بمعيته عرفت فيه انسانا تتمثل فيه كل السجايا الطيبة سواء في مجال العمل او في التعامل الانساني . كان يعمل بصمت وهدوء بعيدا عن البهرجة الاعلامية التي كان يتعامل بها غيره ولم اره يوما يسعى الى وسائل الاعلام من اجل دعاية لنفسه او لما قدمه من انجازات لقد كانت انجازاته هي التي تحكي عن نفسها في قطاع التربية والتعليم والذين لهم صله في المجتمع يعرفون ما وصلت اليه وزارة التربية وما تحقق من انجازات في كل مفاصلها . لقد كان متواضعا الى ابعد الحدود ولكن بدون ضعف وصدره رحبا يستمع لكل صغيره وكبيره ويتعامل بأسلوب واضح ودقيق فيه من الجد الممزوج احيانا بطرفه او ملحة عززت محبة العاملين معه وتوطيد علاقته بهم .وهو على مستوى عال في الالمام بمعارف شتى اضافة الى مهارته المهنية في ميدان عمله الذي تميز به وكان ملما بالأحداث التاريخية وعارفا طبيعة المجتمع ومهتما بمسألة التدوين والتأليف اضافة الى اهتماماته الاخرى ومنها متابعة المخترعات والانجازات العلمية وهو يمتلك الكثير من المبتكرات في مجال الصوت والتسجيل والتصوير والطباعة ويتتبع كل ما هو نادر وجديد من اجل تحقيق ثقافة علمية واسعة .
    واذا ما استعرضنا من تولوا وزارة التربية يكاد يكون الرجل هو الاول في هذه الوزارة نظرا لما يمتلكه من قدرات وما حققه من انجازات .
    ومما يتميز به في مجال علاقات وزارة التربية مع مثيلاتها في بعض الدول وخاصه العربية منها فإضافة الى توطيده تلك العلاقات وتحقيقه مستوى كبير من التعاون فقد كانت له علاقات شخصيه مع وزراء تلك الوزارات – وهذه تحسب له فقد سخرها في تقدم تلك العلاقات وتطورها وبمردودات ايجابية واضحة
    واخيرا ازاء كل ما قدمه هذا الرجل لم ينصف وفقا لما يستحق كغيره من الذين لم يرقوا الى مستواه والملفت للنظر انه لم يطالب بما يستحق اسوة بالذين يسعون من اجل الحصول على مستحقاتهم بكل من الوسائل .فقد كان راضيا وقانعا بما هو عليه وهذا هو السمو الاخلاقي بعينه .
    العمر المديد لابي ثائر المربي الكبير متعه الله بالصحة والعافية من اجل عطاء مستمر خدمه للعراق والثقافة العراقية .
    منذر نعمان الدوري
    2014/8/21
    Mundher.noaman@gmail.com

    ردحذف
  3. هذه الشخصية العبقرية الفذة المفروض الافادة منها ومن تجاربها..انا أتذكر زيارته لنا في ثانوية نبويه نصر في عام ١٩٨٦..

    ردحذف
  4. ثانوية نبوخذ نصر للبنين في منطقة الدورة

    ردحذف
  5. يقول فيلسوف العصور الأمام علي بن ابي طالب - ع-: ما خاب من أستشار ولا عال من أقتصد
    عندما يكون في بلدك شخصيات ذات تجارب علميه وعمليه وممارسه مهنيه حقيقيه في أختصاص يعاني حاليا" الويلات فيا ترى مالذي يمنع المسؤولين من أستشارة هكذا قمم والأستفادة من كنوز خبراتهم لتحريك عجلة التعليم؟
    والله من المؤسف أن نرى الكثير من الخبرات العراقية تركن على جنب عمدا" أو سهوا" بينما البلد والشعب بأمس الحاجة لهم.

    ردحذف

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل قبل أيام نشرت مقالة عن أول مؤتمر ثقافي عربي عقد سنة 1947 ، وعن حضور العلامة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جواد علي وهو من اساتذتي درسني في الصف الاول في كلية التربية -جامعة بغداد سنة 1964 مادة (تاريخ العرب قبل الاسلام) ، وقد علق الاخ الاستاذ شهاب سالار الاثري على ما كتبته ، وقال ان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري اللغوي والمؤرخ والمحقق العراقي الكبير كان من اوائل الحاضرين في هذا المؤتمر وكان يمثل العراق وقد القى كلمة مهمة . يقول الاستاذ شهاب سالار الاثري بعد ان نقل تحيات الاستاذ يسار محمد بهجت الاثري :" الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ، بعد ابداء مايليق بالجناب من اعطر التحيات واجملها فأني ارجو ان تكونوا بخير وصحة وعافية . قرأت مقالكم الفخيم حول المؤرخ الدكتور المرحوم جواد علي (رحمه الله). (ومشاركته في المؤتمر الثقافي العربي الأول) الذي انعقد سنة 1947 ويبدو لي ان الاستاذ حسام الساموك قد التبس عليه التاريخ وكتب سنة 1945 بدلاً من سنة 1947 ونشرها في مجلة افاق عربية ولربما أن الخطأ وقع من المطبعة . وتم انتخاب الأستاذ الأثري في هذا المؤتمر رئيساً للجنة اللغة والقواعد. وشارك المرحوم الاستاذ الدكتور جواد علي في القاء محاضرة عنوانها (الثقافة العربية ومقامها من الثقافات العالمية) .. . العراق شارك في اعمال هذا المؤتمر العتيد ..المؤتمر العربي الأول المقام على ارض لبنان برعاية رئيس جمهورية لبنان الشيخ بشاره الخوري في بيت مري للفترة من ٣ إلى ١١ أيلول - سبتمبر سنة ١٩٤٧م ، وعن اوليات عقد المؤتمر قال ان اللجنة الثقافية للجامعة العربية فكّرت بعقد أول مؤتمر عربيّ، وكانت أهم المواضيع المطروحة للبحث في: آداب اللغة العربيّة، والجغرافية والتاريخ، والتربية الوطنيّة. وما أن أُعلن عن المؤتمر حتى تقدّمت إليه الطلبات الكثيرة من شتّى الأقطار العربيّة من رجال ونساء وبلغ عدد المؤتمرين (300) ثلاث مئة شخصٍ. حضرت وفود من الدول العربية التالية : ١- مصر. ٢- لبنان. ٣- سوريا. ٤- العراق. ٥- فلسطين. ٦- المغرب. وضم الوفد العراقي وكان برئاسة العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري عضو المجمع العلمي العربيّ بدمشق وعضو لجنة التأليف والترجمة (كانت نواة للمجمع العلمي العراقي فيما بعد) . كلا من : الدكتور جواد علي سكرتير لجنة التأليف والترجمة. الأستاذ إبراهيم شوكت (الدكتور ابراهيم شوكت استاذ الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد فيما بعد) الأستاذ المساعد بدار المعلمين العالية. الأستاذ محمد ناصر (الدكتور محمد ناصر التربوي الكبير ووزير التربية السابق ) الملحق الثقافيّ بالمفوضيّة العراقية بالقاهرة. كان من المقرر مشاركة الأستاذ منير القاضي عميد كلية الحقوق وحرمه للمؤتمر، لكنّه تخلّف عن الحضور. وهذه اسماء من شارك من العراقيين : ١- السيدة صبيحة المقدادي شوكت ثانوية الأعظمية للبنات. ٢- السيد عبد الرحمن البزاز (الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق فيما بعد) حاكم محكمة بداءة بغداد. ٣- الآنسة بهيجة محمد رؤوف القطان مدرسة متوسطة البتاوين - بغداد ٤- الآنسة جولي متري حاج وزارة المعارف العراقية. ٥- الآنسة مهيبه برباري وزارة المعارف العراقية. ٦- لندا عازر كرم وزارة المعارف العراقية. ٧- السيد خلدون الحصريّ (الدكتور خلدون ساطع الحصري المؤرخ العراقي) ٨- السيدة حرم الأستاذ سعيد فهيم بك ٩- الآنسة فيكتورين ميخائيل خمو طالبة بمعهد الملكة عالية - بغداد. وألقى العلامة الاستاذ محمد بهجة الأثـــريّ كلمة العراق في الحفل الافتتاحي للمؤتمر وأيضاً في ختامه. وقد تم اختيار العلّامة محمد بهجة الاثريّ رئيساً للجنة اللغة والقواعد. من الجميل ان وقائع المؤتمر الثقافي الاول الذي انعقد في بيت مري بلبنان من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر سنة 1947 ، صدرت عن جامعة الدول العربية في كتاب حمل عنوان ( المؤتمر الثقافي العربي الاول المنعقد تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بيت مري - لبنان 1947 من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر 1947 -القاهرة ) وقد طبع الكتاب سنة 1948 في (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ) . مندوب جريدة (الزمان ) البغدادية وكما هو منشور في العدد الصادر يوم 24 ايلول - سبتمبر 1947 ، التقى العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري وسأله عن اهمية المؤتمر فقال الاستاذ الاثري :" أرى ان هذا المؤتمر ،كان الحجر الاساسي الاول لاقامة صرح جديد للثقافة العربية على امتن الاسس واقواها ،والاتجاه بها الى القومية الصحيحة الرصينة وتكوين الفكر العربي المستقل بوعيه والمتميز بخصائصه ..." . كان الاستاذ محمد بهجت الاثري قد القى كلمة ضافية في المؤتمر قال فيها :" تحية العراق الى الوطن العربي الاكبر من البصرة وتخوم طوروس الى ضفاف الاتلنتيك ،والعراق كان ومابرح ولن يبرح الى مايشاء من تلك المراكز العربية الاصيلة الملامح والسمات التي بحمل ابناؤها في الحواضر والقرى والارباض والارياف انبل العواطف واسمى المشاعر لكل قطر عربي حيث كان ولكل ماهو عربي وفي كل زمان ومكان ..." . كان في المؤتمر ، ثمة لجان منها لجنة الادب ، ولجنة اللغة والقواعد وترأس لجنة اللغة والقواعد الاستاذ محمد بهجت الاثري في حين تولى الاستاذ اسحاق موسى الحسيني ومن اعضاء اللجنة الاستاذ خليل السكاكيني والاستاذ عبد الله المشنوق . وفي حفل الافتتاح توالت كلمات الافتتاح وكان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري من بين الذين القوا كلمات الى جانب رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري والاستاذ حميد فرنجية والاستاذ احمد امين والدكتور قسطنطين والاستاذ اسماعيل القباني . كان مؤتمرا تاريخيا مهما .رحم الله من غادرنا وحفظ الباقين.

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...