الجمعة، 24 فبراير 2012

فيصل غازي الميالي مؤرخاً


                            فيصل غازي الميالي مؤرخاً 

                              أ.د. إبراهيم خليل العلاف
                       أستاذ متمرس –جامعة الموصل
    عرفته منذ سنوات طويلة، باحثا مهتما بالعراق، وحضاراته، وبالمدن وتركيبتها السكانية، والاهم من ذلك أنه يعد من أبرز الكتاب الذين اهتموا بالفلاح العراقي، وبجهده في حرث الأرض، وزراعتها ، والعناية بها. ومما ساعده على ذلك، انه قضى معظم سنوات خدمته الوظيفية في " قسم الأراضي بدائرة الإصلاح الزراعي في لواء  الديوانية"  حيث عين سنة 1959 وتقاعد في سنة 1987.. كان من الرعيل الأول الذي نفذ قانوني الإصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958 و117 لسنة 1970 ، وتولى مهاما عديدة في دوائر الإصلاح الزراعي منها عضويته في لجان إدارة الأراضي والتعاقد في لواء الديوانية  . وقد تولى سكرتارية المجلس الزراعي للواء الديوانية لفلاح طويلة، وسكرتارية لجنة النظر في الاعتراضات الخاصة بالمنازعات الزراعية . وقد تجمعت لديه، عبر عمله هذا، خبرة جيدة بل ومتميزة في شؤون الأراضي وما طرا عليها من أحكام وتشريعات..
    ولد الأستاذ فيصل غازي الميالي في قضاء الحمزة الشرقي بمحافظة الديوانية سنة 1941، ودرس في مدارسها ثم حصل على شهادة الدراسة الإعدادية في العام 1966-1967  ، واكتفى بذلك حيث عين سنة 1959 موظفا في مديرية الإصلاح الزراعي للواء  البصرة ، ولم يبق في هذه المديرية الا بضعة أشهر ، إذ نقل منها إلى المديرية ذاتها ولكن في الديوانية في 11 آب 1959.
        بعد تقاعده وحتى كتابة هذه السطور، لم يتوقف عن العمل بل كان دؤوبا كعهده، ولكن في ميدان آخر، وجده يلبي طموحاته في تقديم ما يفيد مدينته ووطنه .. ومثل  مجايليه اهتم بالتاريخ ، وصار له ولع شديد في مطالعة كتب التاريخ والتراث والآثار .  ومما اهتم به التثبت من الأنساب حتى انه صار متخصصا بالنسب العلوي، ونال شهادة من قبل شيخ النسابين والمحقق المرحوم السيد صادق عبد الحسين الحلي .. وفي ضوء ذلك أصبح الأستاذ الميالي خبيرا في تاريخ ونسب عشيرة السادة الأميال في العراق..
    من كتبه المنشورة : " القول الجميل في ذكر ذريه السيد علي الميل.. نسب وتاريخ قبيلة السادة الاميال في العراق :دراسة تاريخية نسبية " " و "شذرات وسوانح عن السياح الذين مروا بسنجق (لواء)  الرحمانية" وبلداته  الثلاث لملوم والحسكة والديوانية " ومباحث فراتية  في الجغرافية والتاريخ والآثار- الجزء الأول " و"الحضارات العراقية القديمة.. نهر الفرات في طوره الأول" و " القول المعلوم في تاريخ حمزة لملوم" و" حمد آل حمود الخزاعي الأمير العربي الثائر" و " النبي نوح ومعجزة الكون" و "الانتفاضات الفلاحية بوجه الإقطاع في محافظة القادسية خلال العهد الملكي في العراق"، و" تغيرات حدثت على مجرى نهر الفرات في محافظة الديوانية" و" تاريخ قبيلة البو سلطان الزبيدية " و" تاريخ عشيرة ال حجي محسن الخزاعية " و " السيد حبيب حسين وادي الميالي أحد زعماء ثورة العشرين المجيدة " و"صفحات من تاريخ اليهود في الديوانية".
        كما كتب سلسلة من الدراسات والمقالات نشر معظمها في صحف ومجلات عراقية عديدة  كما ضمت بعضا كتبه ومن هذه البحوث والدراسات  : "ضحايا قراصنة اللاقانون" و"استخدام الثروة المائية بين الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي" و"أهمية النسب ومكانته" و" دراسة سياسية لعشائر محافظة القادسية" و" الفريضة في المجتمع العشائري وجه للمصالحة والمعالجات الودية "و" من رجال الديوانية الأحرار.. سيد رجب الميالي " و" مجرى نهر الفرات في طوره الأول ضمن بادية كربلاء العربية حتى النجف الاشرف " و" انتفاضة فلاحي الشامية 1954" و" ثورة الديوانية على الحكم العثماني في العراق 1732م بقيادة السيد شبر بن ثنوان الحويزي الموسوي" و " الأسباب والعوامل التي أدت إلى تحويل مجرى نهر الفرات من الرملة الأعمى إلى نهر العوجة الحالي ضمن قاطع لملوم (الحمزة الحالية) و "القبائل والعشائر العراقية ومنصب باب العرب في العهد العثماني" و"آراء في الثقافية ومنهجيه التكفير" و"صفحات من تاريخ مدينة الشامية بمحافظة القادسية " و"لفظة روبيانة او ربيانة في ناحية المدحتية في محافظة بابل ماذا تعني ؟ " ولمحة تاريخية عن عشيرة العواتي إحدى عشائر بني حسن الهلالية العدنانية والتي تقطن  قضاء الرميثة بمحافظة المثنى " و" السلطان العثماني عبد الحميد الثاني اكبر الإقطاعيين في الديوانية خاصة والعراق عامة للفترة من 1882 ولغاية 1909 " و"آراء وملاحظات حول كتاب دراسات وثائقية وبحوث تحليلية عن حياة إبراهيم بن عبد الله شهيد باخمري (ع) " و " المرادية الوحدة الإدارية والمرادية القلعة والمرادية القرية " .
        حظي الأستاذ فيصل غازي الميالي  بالعديد من التكريمات،  وحصل على كتب شكر وتقدير من جهات رسمية وأهلية، كما انه واحد من الذين يضعون خبرتهم تحت تصرف طلبة الدراسات العليا التاريخية في العراق، وخاصة أولئك الذين يكتبون في موضوعات تتعلق بالتاريخ الحديث. ولقد قدم الرجل الكثير من الاستشارات لطلبة الدراسات العليا  الذين كتبوا  في موضوعات مختلفة دارت حول  " الديوانية في ظل الاحتلال البريطاني 1917-1921" و"الحياة الثقافية في الحلة 1958-1968"، و"امارة الخزاعل في العراق : نشأتها وتطورها وعلاقاتها المحلية والاقليمية 1640-1864 " و " الحلة في القرن الثامن عشر :دراسة تاريخية في الاحوال السياسية والادارية والفكرية " .
        كتب عدد من الباحثين عنه في كتبهم وأشادوا بجهوده  ، ومن هؤلاء صاحب كتاب " دراسات تاريخية عن العشائر والأعلام العراقية"  ، وصاحب كتاب " موسوعة انساب العشائر العراقية"   ، وصاحب كتاب " أبجدية عشائر الديوانية"  ، وصاحب كتاب " الدليل اليسير عن الجواسم وال الظفير " وصاحب كتاب " خواطر وذكريات من تاريخ النجف الاشرف " . لذلك فان " مركز الفرات الأوسط للبحوث والدراسات والتوثيق " في جامعة القادسية قد اختاره خبيرا وباحثا .. كما أطلق عليه المجلس البلدي في قضاء الحمزة الشرقي لقب " العلامة" ،  وسارعت الصحف والمجلات العراقية المهتمة بالتراث والآثار إلى استكتابه وطلب مشورته .. ويعد ماقدمه في مجال تحديد موقع مدينة (أليس) ضمن محافظة القادسية وليس ضمن محافظة المثنى فتحا علميا يعتد به، كما نجح في تحديد موقع مدينة (امغيشيا )الأثرية والتي كانت مندرسة لفترة طويلة وموقعها غير معروف.. وقد حدد موقعها الكائن في تل الكحيفي الواقع في القطعة 218 مقاطعة 58 حمام جعب- غماس  ، وقال أن تاريخ هذه المدينة يعود إلى سنة 52-80 ميلادية وسميت ابتداء( اولغاشية ) نسبة الى الملك الفرثي (اولغاشي أو لجش الاول) عندما اعتلى عرش الإمبراطورية الفرثية 247ق. م -266م والتي كان العراق تحت سيطرتها آنذاك وقد أمر ببنائها ووضع بذلك حدا لتوسع مملكة ميسان العربية الصاعدة في عهد ملكها (تامبليوس الثالث) الذي أمر بتأسيس مدينة باسمه على نهر الفرات بالقرب من بابل..
    إن ماقدمه الأستاذ الميالي يعد منجزا علميا إبداعيا يعكس اهتمامه وولعه بالتاريخ والآثار والانساب والبلدانيات ، ويأتي ذلك - باعتقاده - أن توثيق اللمحات التاريخية والاجتماعية وخاصة في بيئة (منطقة الفرات الأوسط) والديوانية بشكل خاص يعد ضرورة ((لتجذير الانتماء إلى الأرض حبا وإخلاصا)).  كما أن اهتمامه بالانتفاضات الفلاحية في منطقة الفرات الأوسط يعكس آراءه ومبادئه في التاريخ للقوى الاجتماعية الحقيقية الفاعلة، وكثيرا مانجده يلهث وراء كلمة أو معلومة علها تكون له (( ملاذا من مبهمات الأسئلة التي تثيرها كتابات المؤرخين)).
    ان الأستاذ الميالي كان يبحث ويجهد نفسه ويقدم ماله رخيصا من اجل " معلومة ربما تكون صغيرة في عدد حروفها  ، ولكنها كبيرة في دلالتها التاريخية والعلمية"  . والى شيء من هذا القبيل يشير الأستاذ الميالي فيقول :" لقد بذلت مااستطعت من جهد حسب طاقتي"، ويستشهد بما قاله العماد الاصفهاني من " انه لايكتب الإنسان كتابا في يوم، إلا وقال في غدا لو غير هذا لكان أفضل".. وهذا دليل على استيلاء النقص في جملة البشر.
    لقد سلط الأستاذ الميالي الضوء على تعسف الإقطاع وجوره على الفلاحين عند دراسته للانتفاضات الفلاحية في منطقة الفرات الأوسط بدءا من فلاحي آل بدير والشامية والرميثة والحمزة .وقد ذكر الكثير من الاهزوجات الشعبية التي تصح بان تكون مصادر تاريخية معتمدة من قبيل (يأكل عنبر وأنا اتحسس الماي) و (يو بالنص يو زرعه يفوته) .. كما أسهب في ذكر تفاصيل دور الحزب الشيوعي العراقي في تبنيه لمطالب الفلاحين وخاصة فيما يتعلق بالمناصفة وقسمة الحصة المائية ودور النظام الملكي الهاشمي الإقطاعي وتنفيذ المزاعم حول شيوعية المنتفضين الفلاحين  . وتعرض الاستاذ الميالي إلى العصيان المسلح ضد مرسوم سنة 1954 القاضي بقسمة المناصفة ودور الفلاحين في التهيئة لثورة 14 تموز 1958 والتي أسقطت النظام الملكي وأقامت جمهورية العراق..
  يؤكد الأستاذ الميالي – وهو يوثق لكثير من أحداث منطقة الفرات الأوسط -  إن التاريخ العراقي " ارتبط بنهر الفرات ارتباطا وثيقا ..فعلى هذا النهر قامت أشهر حضارات العراق بل العالم كله على الإطلاق ،وأثر كثيرا على جغرافية العراق وبيئته وتكوينه الجيولوجي " .ويضيف كذلك بأن الأمر لم يقف عند هذا الحد بل"  ارتبط الفرات بضمير الإنسان العراقي منذ الازل وعلى شواطئه وسهوله ارتسمت جل ملامح هذا البلد وتاريخه وثوراته واحداثه المفصلية ، ومن مياهه ارتوى رجال غيروا تاريخ العراق " .
     يقينا أن الأستاذ الميالي، يعد مؤرخا  وطنيا تقدميا، وخاصة في تركيزه على تاريخ الانسان  العراقي وارتباطه بالأرض  وإيمانه  بمبادئ الحرية والعدالة والوقوف ضد الاستبداد والظلم فاستحق لذلك منا كل التقدير والاحترام.

هناك 9 تعليقات:

  1. اللهم تغمد الاستاذ،برحمتك يالله

    ردحذف
  2. اللهم تغمد الاستاذ،برحمتك يالله

    ردحذف
  3. اللهم ارحمه برحمتك الواسعه

    ردحذف
  4. الله يرحمه برحمته الواسعة

    ردحذف
  5. دكتور ابراهيم وين اگدر احصل على الكتاب المذكور اعلاه
    القول الجميل في ذكرى علي الميل

    ردحذف
  6. رحم الله العم فيصل غازي الميالي برحمته الواسعة
    الفاتحة

    ردحذف
  7. الله يرحمك ابا صاحب

    ردحذف
  8. اللهم ارحمه واغفر له ذنوبه

    ردحذف

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل قبل أيام نشرت مقالة عن أول مؤتمر ثقافي عربي عقد سنة 1947 ، وعن حضور العلامة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جواد علي وهو من اساتذتي درسني في الصف الاول في كلية التربية -جامعة بغداد سنة 1964 مادة (تاريخ العرب قبل الاسلام) ، وقد علق الاخ الاستاذ شهاب سالار الاثري على ما كتبته ، وقال ان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري اللغوي والمؤرخ والمحقق العراقي الكبير كان من اوائل الحاضرين في هذا المؤتمر وكان يمثل العراق وقد القى كلمة مهمة . يقول الاستاذ شهاب سالار الاثري بعد ان نقل تحيات الاستاذ يسار محمد بهجت الاثري :" الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ، بعد ابداء مايليق بالجناب من اعطر التحيات واجملها فأني ارجو ان تكونوا بخير وصحة وعافية . قرأت مقالكم الفخيم حول المؤرخ الدكتور المرحوم جواد علي (رحمه الله). (ومشاركته في المؤتمر الثقافي العربي الأول) الذي انعقد سنة 1947 ويبدو لي ان الاستاذ حسام الساموك قد التبس عليه التاريخ وكتب سنة 1945 بدلاً من سنة 1947 ونشرها في مجلة افاق عربية ولربما أن الخطأ وقع من المطبعة . وتم انتخاب الأستاذ الأثري في هذا المؤتمر رئيساً للجنة اللغة والقواعد. وشارك المرحوم الاستاذ الدكتور جواد علي في القاء محاضرة عنوانها (الثقافة العربية ومقامها من الثقافات العالمية) .. . العراق شارك في اعمال هذا المؤتمر العتيد ..المؤتمر العربي الأول المقام على ارض لبنان برعاية رئيس جمهورية لبنان الشيخ بشاره الخوري في بيت مري للفترة من ٣ إلى ١١ أيلول - سبتمبر سنة ١٩٤٧م ، وعن اوليات عقد المؤتمر قال ان اللجنة الثقافية للجامعة العربية فكّرت بعقد أول مؤتمر عربيّ، وكانت أهم المواضيع المطروحة للبحث في: آداب اللغة العربيّة، والجغرافية والتاريخ، والتربية الوطنيّة. وما أن أُعلن عن المؤتمر حتى تقدّمت إليه الطلبات الكثيرة من شتّى الأقطار العربيّة من رجال ونساء وبلغ عدد المؤتمرين (300) ثلاث مئة شخصٍ. حضرت وفود من الدول العربية التالية : ١- مصر. ٢- لبنان. ٣- سوريا. ٤- العراق. ٥- فلسطين. ٦- المغرب. وضم الوفد العراقي وكان برئاسة العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري عضو المجمع العلمي العربيّ بدمشق وعضو لجنة التأليف والترجمة (كانت نواة للمجمع العلمي العراقي فيما بعد) . كلا من : الدكتور جواد علي سكرتير لجنة التأليف والترجمة. الأستاذ إبراهيم شوكت (الدكتور ابراهيم شوكت استاذ الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد فيما بعد) الأستاذ المساعد بدار المعلمين العالية. الأستاذ محمد ناصر (الدكتور محمد ناصر التربوي الكبير ووزير التربية السابق ) الملحق الثقافيّ بالمفوضيّة العراقية بالقاهرة. كان من المقرر مشاركة الأستاذ منير القاضي عميد كلية الحقوق وحرمه للمؤتمر، لكنّه تخلّف عن الحضور. وهذه اسماء من شارك من العراقيين : ١- السيدة صبيحة المقدادي شوكت ثانوية الأعظمية للبنات. ٢- السيد عبد الرحمن البزاز (الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق فيما بعد) حاكم محكمة بداءة بغداد. ٣- الآنسة بهيجة محمد رؤوف القطان مدرسة متوسطة البتاوين - بغداد ٤- الآنسة جولي متري حاج وزارة المعارف العراقية. ٥- الآنسة مهيبه برباري وزارة المعارف العراقية. ٦- لندا عازر كرم وزارة المعارف العراقية. ٧- السيد خلدون الحصريّ (الدكتور خلدون ساطع الحصري المؤرخ العراقي) ٨- السيدة حرم الأستاذ سعيد فهيم بك ٩- الآنسة فيكتورين ميخائيل خمو طالبة بمعهد الملكة عالية - بغداد. وألقى العلامة الاستاذ محمد بهجة الأثـــريّ كلمة العراق في الحفل الافتتاحي للمؤتمر وأيضاً في ختامه. وقد تم اختيار العلّامة محمد بهجة الاثريّ رئيساً للجنة اللغة والقواعد. من الجميل ان وقائع المؤتمر الثقافي الاول الذي انعقد في بيت مري بلبنان من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر سنة 1947 ، صدرت عن جامعة الدول العربية في كتاب حمل عنوان ( المؤتمر الثقافي العربي الاول المنعقد تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بيت مري - لبنان 1947 من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر 1947 -القاهرة ) وقد طبع الكتاب سنة 1948 في (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ) . مندوب جريدة (الزمان ) البغدادية وكما هو منشور في العدد الصادر يوم 24 ايلول - سبتمبر 1947 ، التقى العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري وسأله عن اهمية المؤتمر فقال الاستاذ الاثري :" أرى ان هذا المؤتمر ،كان الحجر الاساسي الاول لاقامة صرح جديد للثقافة العربية على امتن الاسس واقواها ،والاتجاه بها الى القومية الصحيحة الرصينة وتكوين الفكر العربي المستقل بوعيه والمتميز بخصائصه ..." . كان الاستاذ محمد بهجت الاثري قد القى كلمة ضافية في المؤتمر قال فيها :" تحية العراق الى الوطن العربي الاكبر من البصرة وتخوم طوروس الى ضفاف الاتلنتيك ،والعراق كان ومابرح ولن يبرح الى مايشاء من تلك المراكز العربية الاصيلة الملامح والسمات التي بحمل ابناؤها في الحواضر والقرى والارباض والارياف انبل العواطف واسمى المشاعر لكل قطر عربي حيث كان ولكل ماهو عربي وفي كل زمان ومكان ..." . كان في المؤتمر ، ثمة لجان منها لجنة الادب ، ولجنة اللغة والقواعد وترأس لجنة اللغة والقواعد الاستاذ محمد بهجت الاثري في حين تولى الاستاذ اسحاق موسى الحسيني ومن اعضاء اللجنة الاستاذ خليل السكاكيني والاستاذ عبد الله المشنوق . وفي حفل الافتتاح توالت كلمات الافتتاح وكان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري من بين الذين القوا كلمات الى جانب رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري والاستاذ حميد فرنجية والاستاذ احمد امين والدكتور قسطنطين والاستاذ اسماعيل القباني . كان مؤتمرا تاريخيا مهما .رحم الله من غادرنا وحفظ الباقين.

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...