الاثنين، 16 يوليو 2018

ساسون حسقيل في كتاب للدكتورة نور محمود العبدلي

ساسون حسقيل في كتاب للدكتورة نور محمود العبدلي
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل 
إغتنت المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة ، بجيل جديد من المؤرخات الشابات ، والمؤرخين الشباب . وكم أنا فرح ، وسعيد ، ومبتهج بإنجازاتهم الكبيرة ، وانا اتابعها عن كثب ، وانا الذي بشرت - قبل سنوات  - بوجود هذه المدرسة  بالرغم من نكران البعض لوجودها ، وكتبت عن بواكيرها وخصائصها ،  وعن أجيالها  اكثر من مرة وما كتبته منشور ومتوفر على الشبكة العالمية للمعلومات ( الانترنت ) .
وأحمد الله ، وأشكره أنني على تماس تام مع الجيل الجديد من المؤرخات العراقيات والمؤرخين العراقيين ؛ فهم لاينفكون يعرضون عليَ نتاجاتهم ، فأفرح بها واقدمها للقراء وها انا اليوم اتسلم نسخة من كتاب الاخت الفاضلة الدكتورة نور محمودعبد المجيد العبدلي الموسوم  :  ( ساسون حسقيل ودوره السياسي والاقتصادي في العراق 1860-1932 ) وقد صدر عن مكتبة النهضة العربية للطبعة والنشر والتوزيع -بيروت -بغداد .
وقد صدر بتقديم الاخ والصديق الاستاذ الدكتورر صباح مهدي إرميض ، والذي اكد تميز الكتاب عن غيره في أنه لايقف عند نشاط الوزير والسياسي العراقي اليهودي الكبير ساسون حسقيل المالي ،  بل تناول كل جوانب حياته وتكوينه الفكري والثقافي وملامح شخصيته والوظائف التي تقلدها في العهد العثماني وبدايات نشاطه السياسي وعضويته في مجلس المبعوثان العثماني (البرلمان ) نائبا عن ولاية بغداد وموقفه من الحركة الصهيونية وموقفه من ثورة 1920 الكبرى ، ودوره وزيرا للمالية في الوزارات النقيبية ( عبد الرحمن النقيب الكيلاني ) الثلاثة ووزارة ياسين الهاشمي (2 اب 1924-21 حزيران 1925 ) ودوره في مفاوضات النفط وقبل ذلك موقفه من القضايا الادارية والسياسية والاجتماعية والثقافية  العراقية المعاصرة وحتى وفاته -رحمه الله وجزاه خيرا - سنة 1932 .
ساسون حسقيل هذا الرجل الوطني الاصلي ، أحد بناة الدولة العراقية الحديثة ، كان مثقفا عضويا بالمفهوم الغرامشي مثقفا كانت له بصماته ومواقفه المشرفة ضمن كل المواقع التي تولاها . كان شخصية محبوبة من العراقيين لنزاهته ، ونظافته ، ووطنيته ، واخلاصه للعراق ، وكان حريصا على اموال الشعب العراقي ، وكان مفاوضا بارعا مع شركة النفط العراقية - التركية ، وهي شركة بريطانية ، وكان خبيرا ماليا من الطراز الاول استحق الاحترام والتقدير والذكر الطيب .
لقد قرأت المئات من المقالات عن ساسون حسقيل طوال العقود الخمسة الماضية ، وكنت معجبا بما كتبه صديقي المرحوم الاستاذ نجدة فتحي صفوة ، إلا أن كتاب الاخت الدكتورة نور محمود العبدلي أبهرني  ، لدقته ، ومنهجيته ، واسلوبه السلس ، وقيمة ما تضمنه من معلومات ، واستنتاجات وانا مطمئن بأن المؤلفة قد نجحت في تأكيد قيم المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة وخاصة في مجال العودة الى الجذور  والاصول الاساسية ، والاخذ بتعددية الأسباب ، والتهميش ، والتنصيص ، وطرح الافكار  والاراء الاساسية واستخلاص النتائج المهمة من البحث اهنئها واتمنى لها الموفقية والنجاح الدائم .

هناك 3 تعليقات:

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...