السبت، 24 فبراير 2018

تاريخ جامعة الموصل بقلم : ا.د. ابراهيم خليل العلاف

                                       صورة من داخل ندوة أقامها مركز الدراسات الاقليمية بجامعة الموصل
                                                        الاستاذ الدكتور عبد الاله يوسف الخشاب
                                                        الاستاذ الدكتور محمد صادق المشاط
                                                            الاستاذ الدكتور محمود الجليلي
                                                                        جامعة الموصل
                                                  بناية المركز الثقافي والاجتماعي في جامعة الموصل

                                         الاستاذ الدكتور نجيب خروفة نائب رئيس جامعة بغداد في الموصل
 تاريخ جامعة الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس جامعة الموصل
في  الاول من نيسان سنة 1967 صدر القانون رقم  (14) الخاص بتأسيس جامعة الموصل ، ومذ ذاك اصبح هذا التاريخ موعدا لاحتفال سنوي يتقدم تقاليد الجامعة المميزة ، وخلال السنة 2017 مرت على الجامعة الذكرى الخمسون وكان الاحتفال باليوبيل الذهبي لها حزينا بسبب ما حل بها من تدمير خلال عمليات تحرير الموصل .
الشيء الذي يهمني ان اقوله وان شاء الله نحتفل بعيد ميلادها ال100 أن  اللبنات الاولى لكليات الجامعة تسبق هذا موعد الاعلان عن تأسيسها سنة 1967  بكثير ؛ ففي السنة 1959 استحدثت (كلية الطب )  في الموصل وربطت بوزارة الصحة ثم الحقت بجامعة يغداد الى ان تأسست جامعة الموصل .
وبعد سقوط نظام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم في 8 شباط سنة 1963 أُسست الى جانب (كلية الطب ) ،  كليتان أخريان هما : (كلية الهندسة ) و(كلية العلوم ) .
وبعد ذلك بوقت قصير أُسست في الموصل  (دائرة نائب رئيس جامعة بغداد في الموصل ) وتولاها  الاستاذ الدكتور نجيب خروفة.
عشت ُفي جامعة الموصل اكثر من أربعة عقود ، ومنذ دخلتها في 15 أيلول سنة 1975 مدرسا مساعدا أحمل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث حتى خرجت منها في سنة 2013 حين صدر  الامر  الجامعي المرقم 9/14/21663 والمؤرخ في 3 /10/  2012  بإحالتي على التقاعد بحكم السن القانونية ، وانا بمرتبة استاذ (بروفيسور ) ، ومن ثم منحي بموجب الامر الوزاري المرقم 12س/1959 والمؤرخ 31/7/ 2013  لقب (استاذ متمرس ) وانا  اتابع هذه الجامعة العتيدة ، تاريخ تأسيسها ودورها ودور رموزها في تأصيل الحياة الجامعية الحقيقي في العراق كما انني اعرف عددا كبيرا من اساتذتها ومسؤوليها .عملت معه وخبرتهم واحدا واحدا .
وقد خدمت هذه الجامعة منذ التحاقي بها في 17 /9/ 1975  بقدر ما استطعت خدمة يعرفها الجميع مقررا لقسم التاريخ بكلية الاداب ، ورئيسا لفرع التاريخ بكلية التربية ، ورئيسا لقسم العلوم الاجتماعية بكلية التربية ، ثم رئيسا لقسم التاريخ بكلية التربية ، ومديرا لمركز الدراسات التركية وبعدها  مديرا لمركز الدراسات الاقليمية منذ 1985 وحتى 2013 ولثلاث مرات .
عاصرت العديد من  الاساتذة ورؤساء الاقسام ، والعمداء ورؤساء الجامعات . وايقنت ان ثمة ثلاثة رؤساء لجامعة الموصل أعدهم  - من وجهة نظري -   بناة الجامعة  وآباءها الاولون المؤسسون ، وواضعي أسسها العلمية والادارية وهم الاستاذ الدكتور محمود الجليلي ، والاستاذ الدكتور محمد صادق المشاط  ، والاستاذ الدكتور عبد الاله الخشاب .
لايعني هذا ان الجامعة  ..جامعة الموصل خلت من قياديين ومربين واساتذة كبارا  تركوا بصماتهم الواضحة في تاريخها ، لكن ليس من الممكن ان نؤرخ لكل واحد من هؤلاء .نعم جامعة الموصل حظيت برواد ورموز كثر تميزوا بإختصاصاتهم وعطائهم الثر عبر مسيرتها منهم من تركنا الى الحياة الاخرى فرحمة الله عليهم وجزاهم خيرا على ما قدموا ومنهم لايزالون في هذه الدنيا اتمنى لهم العمر المديد والعافية .
اولئك الرواد وضعوا قواعد الجامعة على اسس علمية واخلاقية متينة ولدينا اسماء واسماء كثيرة من اولئك اسهموا في التكوين الاول لجامعة الموصل منها ما تركت بصماتها في الملفات والاضابير الخاصة بالجامعة وبهم ومنها ما اسهمت في التخطيط المالي والاداري والعلمي والقانوني للجامعة .يقينا ان كل من عمل في جامعة الموصل ومنذ بواكيرها الاولى وحتى كتابة هذه السطور يعرف ماقدمه لجامعته فلهم منا التحية ونقول لهم ان نبتتكم اصبحت شجرة وارفة الظل في هذا البد الكريم العزيز العراق وفي هذه المدينة الصابرة الموصل فإالى كل من اسهم في تأسيس وتطوير جامعة الموصل والى كل من سيسهم في اعادة بنائها من جديد التحية والتقدير والاعتزاز لا نلغي  دور احد ولانغمط دور احد فالكل عمل وكلا حسب طاقته وامكانياته وثمة جنود مجهولين من العاملين في هذه الجامعة وقسما منهم من اخواننا العرب واصدقاءنا الاجانب  اساتذة وعمالا ومستخدمين خدموا جامعة الموصل ولايزال الكثير منهم يفخر بذلك ...ابعث اليهم التحية واشكرهم على جهودهم فقد كان بعضهم جنودا مجهولين اسهوا في الزرع والبناء والرعاية واقصد بشكل خاص الذين كان لهم دورهم الفاعل في وضع اسس جامعة الموصل وبنيانها العلمي والتنظيمي .
اعتذر عن عدم قدرتي على ذكر كل الاسماء .. واقول ان جامعة الموصل كان وراءها بناة يستحقون ان يذكروا ، وان تكتب اسماؤهم بماء الذهب فقط اريد ان اقف عند نقطة مهمة وهي ان جامعة الموصل هي جامعة التقاليد ..نعم إن التقاليد الجامعية  كانت واحدة من الاسس المهمة في جامعة الموصل وقد زادتها هذه التقاليد اي زادت جامعة الموصل  رسوخا  وعمقت  من دورها العلمي والثقافي وجعلتها تحظى بمكانة  لائقة بين نظيراتها الجامعات الاخرى ويقينا ان الاستاذ الدكتور محمود الجليلي مؤسس جامعة الموصل واول رئيس لها كان يسعى من اجل ترسيخ التقاليد الجامعية وقد سمعت انه كان يريدها ان تكون مثل جامعة هارفرد كما كان الاستاذ الدكتور نجيب خروفة نائب رئيس جامة بغداد في الموصل قبل تأسيس جامعة الموصل في الاول من نيسان سنة 1967 مهتما ايضا بترسيخ القيم والتقاليد الجامعية من خلال وضعه الاسس الصحيحة للكليات وعدم تسرعه في فتحها الا بعد تأمين كل مستلزماتها العلمية والادارية والفنية .
كان الاستاذين الكبيرين الجليلي وخروفة ابنين بارين للموصل ولجامعة الموصل ..وقد ادركنا كم بذلا من جهود في تأكيد القيم والتقاليد الجامعية من حيث الاهتمام بالعلم والاخلاق وطرق التدريس والعلاقة بين الطلبة والتدريسيين وبين التدريسيين انفسهم وبين الطلبة وبعضهم والاهتمام الشديد بالاقسام الداخلية ليتفرغ الطالب لدراسته والاهتمام بالنشاطات الثقافية والرياضية والترفيهية والدوام وطرق التدريس والاستعانة بالخبرات التعليمية العربية والاجنبية والايفادات وتشجيع حضور الندوات وارسال البعثات للدراسة والاهتمام باللغات الاجنبية وخاصة اللغة الانكليزية والاهتمام بالتدريب على التقنيات الحديثة وادخال المختبرات المتطورة وتأسيس مطبعة الجامعة واصدار المجلات الاكاديمية المحكمة والمجلات الثقافية والتفاعل مع المجتمع والمدينة ومبدعيها ومثقفيها .
كان البناة الاوائل للجامعة يلقون محاضراتهم على الطلبة ولم تكن هناك كتب منهجية ولايسمح بالملازم وغير ذلك وعلى الطالب ان يدون ملاحظاته على ما يقدمه التدريسي في الصف وعليه ان يدخل المحاضرة في الوقت المحدد  .كان التدريسي يشجع على المناقشة واحوار والعودة الى المصادر وارتياد المكتبة والمختبر لذلك اهتم الاستاذان خروفة والجليلي بإنشاء المكتبة المركزية العامة فضلا عن المكتبات الخاصة في الكليات واهتم البناة الاوائل بالسفرات العلمية وبالتنقيبات الاثرية وانشاء مختبرات الصوت لتعلم اللغات الاجنبية وانشاء مسرح جامعي وفرقة مسرحية جامعية هي فرقة مسرح الجامعة  وكان هناك بيت للفن و متحف للفنون التشكيلية ومتحف للتاريخ الطبيعي ومتحف للتراث الشعبي .
كان ثمة اهتمام بقيافة الاستاذ وارتداء الطلبة للزي الموحد وكان رئيس الجامعة يتفحص كل تدريسي يدخل اليه ولايسمح بدخوله الا وهو بكامل قيافته
كان وراء إنشاء جامعة الموصل أساتذة رواد بدأوا مسيرتهم في خدمة الجامعة والمجتمع منذ  نصف قرن ويمكن ان نعد هؤلاء الرعيل الاول وقد تقاعد هؤلاء او توفوا وتركوا هذه الدنيا وكان الى جانبهم الرعيل الثاني الذين تتلمذوا على ايديهم ثم زاملوهم في ميادين البحث والتدريس والتعليم والتربية ثم تكون الرعيل الثالث من الاساتذة والباحثين الذين بدأت مجهوداتهم تظهر وتأخذ مدياتها وهناك اليوم رعيل رابع يتحمل عبء العمل الجامعي وهؤلاء جميعا هم من كتب قصة جامعة الموصل عبر ال(50 ) سنة الماضية وهم من حمل ويحمل مسؤولية بناء الجامعة والاسهام في شرف توسعها وتطورها من خلال ما يقومون به من بحث وتدريس وخدمة للمجتمع فضلا عن القيادة والادارة الجامعية ومنهم رؤساء الاقسام والعماداء ومعاونيهم ومدراء مراكز بحثية واعضاء مجالس .
مسألة أخرى اريد ان اتحدث عنها وهي ان اول رئيس لجامعة الموصل وهو الاستاذ الدكتور محمود الجليلي كان يرفض ارتبط الجامعة بوزارة في بغداد وكانت هناك محاولات لربط الجامعة بوزارة تسمى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكان ارتباط الجامعات بمجلس الوزراء مباشرة ومن خلال مجلس اعلى للجامعات وقد عثر كاتب هذه السطور على مذكرة كتبها الدكتور الجليلي الى مجلس الوزراء يقول فيها بالنص :" ان اظهار الجامعات بمظهر المؤسسة الواحدة هو عودة الى الوراء ..كما انه يزيل المميزات التي تشجع الهيئة التدريسية على العمل في الجامعات الجديدة ،وتجعل من الجامعات نسخا متشابهة
الان وانا اتحدث عن  جامعة الموصل  أقول انها تضم ثلاث  وعشرين كلية واكثر من خمسة وعشرين مركزا بحثيا ومكتبا استشاريا وعيادة ومتحفا توثيقيا ووحدة فنية .وتضم اكثر من ثلاثين الف طالب وطالبة وبضعة الاف من التدريسيين والمنتسبين الاداريين والفنيين الذين يدعمون عمل هذه المؤسسة العلمية التي خرجت من  الركام والحرق الذي تعرضت له خلال السنوات الثلاث العجاف 2014-2017 كطائر العنقاء يسمو بالارتفاع كلما احترق له  جناح .
وفي الجامعة اليوم اكثر من مائة وعشرون تخصصا علميا ..هذه هي صورة جامعة الموصل التي ورثت عن بيئة توطنها الجدية والرصانة والانضباط والحرص وهي اليوم تفكر من اجل وضع الحلول التي تساعدها في اقالتها من عثرتها وتدفعها مرة اخرى للانطلاق بقوة نحو المستقبل وصنعه بما يتلاءم وينسجم مع تطلعاتها وطموحها  ...انها تنهض من جديد .
فقط لابد ان اشير الى البديات الاولى كان هناك  عمادة لشؤون الطلبة تأسست ، في مطلع سنة 1965 ، وكان إسمها آنذاك (عمادة الطلبة ورعاية الشباب ) ، وانيطت بها مسؤولية الاشراف على نشاطات الطلبة اللاصفية سواء منها الرياضية او الفنية او الاجتماعية .كذلك الاشراف على إسكان الطلبة في الاقسام الداخلية وإطعامهم .
خلال السنوات الاولى لتأسيس الجامعة وخلال سعيها لانجاز البعد التعليمي لوظيفتها استحدث مراكزا للخدمات العلمية المتخصصة بهدف توفير المستلزمات الاساسية للبحث العلمي وهي الوظيفة الثانية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبهدف مواكبة البحث العلمي في العال والتواصل مع التقدم المعرفي وقد اسست  لذلك المراكز التالية :
1.المكتبة المركزية ومكتبات الكليات
2.مديرية دار الكتب للطباعة والنشر
3.مديرية مركز الحاسبة الالكترونية
4.مركز طرق التدريس والتدريب الجامعي
5.وحدة الخرائط
6.متحف الجامعة ومتاحف متخصصة هي : التشريح –الطب العدلي –التاريخ الطبيعي
ثم جاءت الخطوة التالية بتأسيس مجموعة من المراكز البحثية وعبر السنوات التالية ووفقا للظروف ولمستجدات الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للعراق وللمنطقة وتم استحداث المراكز البحثية المتخصصة في الكليات وعلى مستوى الجامعة والسعي بإتجاه توفير الفرص للباحثين لانجاز بحوثهم وبنحو خاص التطبيقية منها وتوظيف البحث العلمي لمعالجة المشكلات الميدانية التي تواجه المجتمع وافراده .
وهكذا استطاعت الجامعة توفير الاطر العلمية لتحقيق هدفها الرئيس الثالث وهو (خدمة المجتمع ) حيث بلغ عدد المراكز البحثية للمدة 1985-1986 (9 ) مراكز وهي :
1.مركز البحوث الاثارية والحضارية –كلية الاداب
2.مركز البحوث الادارية والاقتصادية – كلية الادارة والاقتصاد
3.مركز الوسائل التعليمية –كلية التربية
4.مركز البحوث الزراعية والتطبيقية –كلية الزراعة والغابات
5.مركز البحوث البيطرية –كلية الطب البيطري
6.مركز الدراسات التركية (بعد 2003 اصبح يسمى مركز الدراسات الاقليمية )
7.مركز التحسس النائي
8. مركز بحوث السدود والموارد المائية
9. مركز طرق التدريس والتدريب الجامعي
كما ظهرت مراكز اخرى فيما بعد منها : مركز دراسات الموصل 1992 ومركز بحوث البيئة والسيطرة على التلوث 1997.ونقف الان عند بعض هذه
كما اعتادت الجامعة ان تعقد ندوات علمية وتربوية منذ اواسط الثمانينات من القرن الماضي لتناقش موضوعا محددا وحتى سنة 1990 عقدت (10 ) ندوات منها (الندوة الخاصة بدور الجامعة في نقل التقنية وتوطينها ) .
وكانت جامعة  الموصل معروفة بتفردها في تنظيم الدورات الخاصة بتطوير أداء تدريسيها في مجال تعليمهم لغات العالم الحية هذا فضلا عن حرصها على تحديث المعلومات لمنتسبيها وغيرهم من منتسبي دوائر الدولة عن طريق اقامة الدورات العلمية المبرمجة التي تنظمها دائرة التعليم المستمر بهدف تطوير الكوادر الفنية والادارية بما يتلاءم والتطور الاداري والعلمي والتقني
       والذي يهمنا هنا ايضا  التركيز على ديوان رئاسة الجامعة عند التأسيس، وكان يتألف من (شعب) و (مديريات) كثيرة، يديرها (مكتب رئيس الجامعة)، وهو الذي يقوم بالإشراف على شؤون المكتب والعلاقات العامة والقلم السري، فضلاً عن تنظيم المقابلات الشخصية الخاصة برئيس الجامعة، وتقديم المخاطبات الرسمية الى رئيس الجامعة: وقد أشرف على إدارة المكتب منذ إنشائه الآنسة سهير إبراهيم الجادر وكان المكتب، كما تقول الآنسة سهير الجادر في خلال الفترة من 31 آذار 1967 ولغاية سنة 1969 من أهم الأقسام في رئاسة الجامعة، فمن خلاله كان السيد رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمود الجليلي يشرف على أعمال الجامعة كافة، وقد ضم أول الأمر أمانة مجلس الجامعة، القلم السري، الشؤون العلمية، الترقيات العلمية، العلاقات الثقافية والعامة، شؤون الأساتذة العرب (من غير العراقيين) والأجانب، وكان اتصال المكتب مباشرة بمجلس الوزراء والمجلس الأعلى للجامعات، حيث لم تكن هناك وزارة خاصة للتعليم العالي والبحث العلمي..
       وكان هناك دائرة باسم (دائرة المسجل العام) وقد تولى مسؤولياتها وكالة منذ 19 حزيران 1968 الأستاذ الدكتور عامر سليمان (قسم الآثار، كلية الآداب). وممن عمل في دائرة التسجيل: السيد قصي العريبي والسيد سعد ألنوري (رحمه الله) . وفي 14 كانون الثاني 1971 استحدثت دائرة المفتش العام للجامعة وشغلها آنذاك السيد هشام الطالب.
       أما الإدارة المالية للجامعة، والتي تسمى اليوم (مديرية الشؤون المالية)، فقد توزعت آنذاك على مديريتين هما (مديرية الحسابات) و (مديرية الخزينة). وكانت مديرية الحسابات هي الجهة المسئولة عن تنفيذ السياسة المالية التي تقر من قبل مجلس الجامعة. كما ان من مسؤوليتها إعداد ميزانية الجامعة السنوية لعرضها على مجلس الجامعة وإقرارها مبدئياً. وتشرف المديرية كذلك على أعمال كافة الوحدات الحسابية في الكليات وتشكيلات الجامعة الأخرى، فضلاً عن مسؤولياتها المباشرة عن حسابات ديوان الرئاسة، والمؤسسات والمديريات التابعة لها. وقد تولى الإشراف على مديرية الحسابات سنة 1967-1968، منذ تأسيس الجامعة السيد حازم حميد حديد، وكان يسمى (مدير قسم الشؤون المالية). أما (شعبة حسابات الديوان) فتولى مسؤوليتها السيد عزيز مصطفى.ومن المحاسبين الذين عملوا في حسابات الجامعة السيد محمود عقيل ، والسيد عبد الرحمن الفخري. كما عمل في الحسابات كذلك السيد معن عبد القادر آل زكريا والسيد حكمت آسي و (صباح يونس) رحمها الله و(خليل إبراهيم) رحمه الله .
       أما (مديرية الخزينة فتقع على عاتقها مهمة تنفيذ سياسة الجامعة المالية. وكانت تشرف على تطبيق تلك السياسة من قبل الوحدات  الحسابية في عمادات الكليات (الهيئات كما كانت تسمى آنذاك وهي هيئة الطب وهيئة العلوم وهيئة الهندسة وهيئة الإنسانيات وهيئة الزراعة والبيطرة )                             ، وفيها تتوحد حسابات الجامعة مما جعلها قادرة على رؤية كافة التصرفات المالية والحسابية التي تجري في الجامعة ومؤسساتها بصورة صحيحة ودقيقة. كما تعد الميزانيات الختامية التي توضح أوضاع الجامعة المالية في مختلف المجالات، وتتولى إعداد القيود الأصولية لحسابات المعاملات التي تعود إلى خزينة الدولة العامة. وقد تولى مسؤولية قسم الخزينة السيد إبراهيم حسين السراج (رحمه الله) وبصفة (مدير) وكان يعاونه آنذاك كل من السيد ميسر صالح الأمين (رحمه الله) والسيد محمد علي حمودات (رحمه الله) وضم القسم كذلك محاسبين آخرين هما محمد سعيد الصائغ (رحمه الله) والسيد زهير الصقلي كما عمل في قسم الخزينة محاسبين آخرين منهم السيد خليل البارودي والسيد هاني نجم عبد الله (رحمه الله) والسيد عبد الجواد رشيد وكان هناك موظفون آخرون في الخزينة منهم السيد أبي سعيد الديوه جي (الأستاذ الدكتور رئيس جامعة الموصل حالياً)،والسيد طلال القدو.
       وهناك (مديرية الذاتية) والتي أصبحت الآن تسمى (قسم الأفراد) وقد تولى مسؤولياتها (السيد عبد الكريم أحمد) وبصفة (مدير) للذاتية ومن مهام هذا القسم إنجاز كافة الأعمال المتعلقة بأمور أعضاء الهيئة التدريسية (التدريسيون) والموظفين والمستخدمين. كما كانت تشرف وتدقق أعمال شعب الذاتية في الكليات والمؤسسات التابعة للجامعة. وقد توالى على هذه المديرية مدراء عديدون ، بعد السيد عبد الكريم أحمد أبرزهم السيد مصطفى عبد الله كرجية، والسيد صلاح الحدادي (رحمه الله)، والسيد حازم علي. ومن الموظفين الذين عملوا في الأفراد كل من السيد سهيل حمد، والسيد سمير عبد العزيز عبد القادر، والسيد سالم ذنون (رحمه الله) والسيد محمود أحمد ذنون ،والسيد هاني عبد الله (رحمه الله ) ،وربيع اسماعيل ،وبلقيس محسن الشاكر .
       وقد استدعت الحاجة إلى إنشاء مختبرات ومعامل وتوفير مواد كيماوية وطبية، استحداث مديرية باسم (مديرية المختبرات) وكان واجب هذه المديرية، معرفة احتياجات الكليات المختلفة، والعمل على توفيرها سواء كانت أجهزة مختبرية ومواد طبية وكيماوية أو غيرها ويتم ذلك أما بالشراء من السوق المحلية أو عن طريق الاستيراد من خارج العراق. وقد أشرف على إدارة هذه المديرية السيد غانم يونس (رحمه الله) وقد حصل على شهادة الماجستير في الرياضيات فيما بعد، وعمل تدريسياً في كلية العلوم). كما تولى في الوقت نفسه مسؤولية (شعبة الإحصاء) التي تشكلت لتعمل على تنظيم الإحصائيات الخاصة بالموظفين والمستخدمين وأعضاء الهيئات التدريسية. ومن الموظفين الذين عملوا في هذه الشعبة السيد آصف اسماعيل والسيد حسني علي صالح وصباح حنا كنو.
       وفيما يتعلق بالشعب الأخرى في ديوان رئاسة الجامعة، فقد كانت آنذاك شعب كثيرة منها:
*(شعبة التدقيق) ومن مهامها تدقيق كافة المعاملات من رواتب واجور محاضرات ومخصصات وكشوفات المقاولات أو معاملات التسليف وغيرها من الوجهة القانونية والحسابية كإجراء احتياطي يضمن اكتشاف المخالفات المالية. وقد تولى مسؤولية هذه الشعبة كل من السيد يحيى خالد (رحمه الله) والسيد هلال بشير .
من ابرز الذين عملوا في شعبة التدقيق الاستاذ نوفل عبد الرحمن علي اغا فلقد كان مديرا ل (قسم الرقابة والتدقيق الداخلي ) في جامعة الموصل وقد كتبت عنه مقالة في جريدة (فتى العراق ) الموصلية عدد 2 نيسان سنة 2007 وقلت انه من مواليد مدينة الموصل سنة 1949 انهى دراسته الابتدائية في مدرسة الوطن للبنين والتي كانت مقابل ستديو (كاكا )  عند مدخل شارع النبي شيت من جهة المحافظة وكان مديرها انذاك سنة 1955-1956 الاستاذ بشير الدليمي الذي كان يعد من المربين البارزين وكان معاونه الاستاذ عبد الله احمد ال عبيد اغا وقد التحق الاستاذ نوفل بالمتوسطة المركزية وراء جامع النبي شيت وانهى الدراسة الثانوية في الاعدادية الشرقية وبعدها التحق بهيئة  الانسانيات –قسم ادارة الاعمال وتخرج سنة 1971 وعين في جامعة الموصل سنة 1973 معاون محاسب في كلية الراعة والغابات ثم نقل سنة 1984 الى قسم الرقابة والتدقيق الداخلي في رئاسة الجامعة وبعدها تولى رئاسة القسم حتى تقاعده ويقول انه دخل العديد من الدورات التدريبية في مجال تخصص عمله ويضيف ان عملنا في قسم الرقابة والتدقيق بقدر ما كان ملذا لكنه كان متعبا فزملاءه كان احدهم يكمل عمل الاخر ويعملون كعائلة واحدة والزميل يحرص على زميله  ويبعده عن الخطأ  والخلل ومن المفارقات ان عملنا الرقابي كان كله مفارقات لكونه يمثل الحد الفاصل بين الخطأ والصواب والرقابة تعتبر هي صمام الامان للجامعة وقياس مدى تطبيق الانحرافات للانظمة والتعليمات التي تخص الجامعة خاصة وان بعض العاملين في الجامعة كانوا لايقتنعون بالاجراءات المتخذة وفق التعليمات .
       أما (شعبة الإدارة)، فكانت تقوم بأعمال الإدارة والأملاك، ومتابعة قضايا الاستملاك. كما عنيت بتنظيم الأوراق والكتب الصادرة والواردة والأضابير (الملفات) الخاصة برئاسة الجامعة والكليات التابعة لها. وقد أشرف على هذه الشعبة السيد عبد القادر الدبّاغ (رحمه الله) .
       وتتولى (شعبة الحقوق)، متابعة تنفيذ حقوق الجامعة لدى الجهات الخارجية، وتنفيذ ماعليها من حقوق وتنظيم تعهدات وكفالات الطلبة، كذلك تولت مهمة الإعداد للدعاوى المقامة من وعلى الجامعة وتقديم الاستشارات القانونية وتدقيق التعهدات الخاصة بالبعثات والزمالات والايفادات والإجازات الدراسية لمنتسبي الجامعة، ومتابعة تنفيذ تعهدات الطلبة والخريجين. وقد تولى الإشراف على هذه الشعبة السيد يونس الحاج محمد (رحمه الله).
       وهناك (شعبة المقاولات) ، وكانت تقوم بتدقيق الكشوف الخاصة بالمقاولات والسلف وقد عمل في هذه الشعبة السيد عاكف عبد الله (رحمه الله).
       وتنصرف مهام (شعبة العلاقات الثقافية) لمتابعة شؤون بعثات الطلبة الموفدين، وزمالاتهم وإجازتهم الدراسية.. وقد أشرف عليها السيد سعد النوري (رحمه الله) بعد سنة 1968.
       ونظراً لوجود عدد من الأساتذة والخبراء العرب والأجانب في جامعة الموصل في بواكير تأسيسها نظراً للحاجة الى ذلك، ولقلة الكادر العراقي المتخصص، فقد أنشئت شعبة خاصة بحساباتهم ومتابعة مستحقاتهم. وهذه الشعبة سميت بـ(شعبة حسابات العرب والأجانب) .. وكانت تتولى حسابات وذاتية وتنظيم عقود الأساتذة والخبراء العرب والأجانب، وتدقيقها، فضلاً عن المخاطبات (المراسلات) الخاصة بالأساتذة العاملين على حساب مشروع شملت به جامعة الموصل آنذاك وهو (مشروع الصندوق الخاص التابع للأمم المتحدة) والمعروف اختصاراً بـ(عراق/15) هذا فضلاً عن مهام الشعبة الأخرى ومنها متابعة قضايا الأساتذة الزائرين. وقد عمل في الشعبة واشرف عليها (السيد علي عبد الله الصفو) وكان الى جانبه (باسمة سعيد) رحمها الله.
       وكانت هناك شعبة للطباعة والتصوير باسم (شعبة الرونيو والتصوير). وقد زودت هذه الشعبة عند تأسيس الجامعة بجهاز رونيو وجهاز تصوير وكاميرا وجهاز ( اوفسيت حجم أي 14 لون واحد) ، وجهاز طبع خرائط           وجهاز لكبس ألهويات. وقد عمل في هذه الشعبة السيد ذنون يونس زينو والسيدمحفوظ احمد أمين خروفة الذي لا يزال يعمل في الشعبة ذاتها متعه الله بالصحة والعافية .
       والى جانب تلك الشعب، كانت هناك شعب أخرى مهمة في تسيير العمل داخل الجامعة وهي:-
*(شعبة القلم السري) وكانت شؤونها عند التأسيس مناطة بمكتب السيد رئيس الجامعة واستمر الأمر على هذا النحو منذ سنة 1967 وحتى سنة 1978. وقد عمل في هذه الشعبة السيد مؤيد حسين المجيد وهو الآن مسئول القلم السري.
*(شعبة المخزن) وتولى مسؤوليتها السيد جرجيس الحاج محمد (رحمه الله) وعمل إلى جانبه السيد عبد الله نجم .
*(شعبة الأوراق) وتولى مسؤوليتها السيد حازم ملكو (رحمه الله) وكان يعمل معه من الموظفين الأوائل السيد حازم فتح الله (حالياً يعمل في أمانة مجلس الجامعة) والسيد مؤيد ألنعيمي (رحمه الله) وأكمل عمر فوزي.
*(شعبة الطابعة)، وتولت مسؤوليتها الآنسة مسيكة حمودي
      لقد استطاعت الجامعة، ومن خلال إدارتها وأعضاء هيئتها التدريسية وموظفيها والعاملين فيها، ان تخطو خطوات حثيثة في طريق تلبية متطلبات المجتمع وبيئة توطنها.. ويقيناً ان السمعة العالية التي تتمتع بها اليوم ماهي الا حصيلة جهود كبيرة كان للأوائل من الرواد فيها (تدريسيون وإداريون) الدور الكبير.. فتحية لأولئك المؤسسين والرحمة لمن غادرنا إلى الحياة الآخرة والتوفيق والصحة الدائمة لمن لا يزال يقدم عطاءه.
وفي صباح يوم الاحد 11 نيسان سنة 1976 ‘ افتتحت بناية المركز الطلابي في جامعة الموصل .افتتحها الاستاذ الدكتور محمد صادق الكشاط رئيس الجامعة بحضور محافظ نينوى الاستاذ خالد عبد عثمان الكبيسي والعمداء واعضاء مجالس الكليات ورؤساء الدوائر الرسمية والمنظمات الشعبية  وعدد غفير من طلبة الجامعة . والبناية تتألف من قاعة للمسرح ومطعم .
 وفيما يتعلق بصحافة جامعة الموصل  نستطيع القول وبكل ثقة ، عند التاريخ لجامعة الموصل ولصحافتها ان كلية الطب ، ومعهد المحاسبة كانا الركنين الأساسيين الذين ارتكزت بهما جامعة الموصل ،واقامت  عليهما دعائمها الصلدة . وفيما يتعلق بصحافة جامعة الموصل وتاريخها وتطورها نذكر ( مجلة الكلية الطبية ) التي صدرت خلال السنوات 1960- 1965،و مجلة المحاسب التي كان يدرها معهد المحاسبة بالموصل سن ة 1965
  وللجامعة علم وشعار ونشيد
وكان لها  مجلات اكاديمية علمية محكمة منها اداب الرافدين وتنمية الرافدين والتربية والعلم ومجلة دراسات اقليمية ومجلة الرافدين للحقوق وغيرها كما كان لدينها مجلة ثقافية هي مجلة (الجامعة استمرت من سنة 1971 وتوقفت بعد 12 سنة من الصدور في سنة 1982 وتحدثنا عنها كما تحدثنا عن العمل الموسوعي الكبير الذي اصدرته جامعة الموصل سنة 1992 بعنوان (موسوعة الموصل الحضارية ) ولاننسى اهتمام الجامعة بالحركة الرياضية  وبإنشاء ملعب الجامعة وتأسيس فرق رياضية وكليات واقسام للرياضة والتربية البدنية
كما يجب ان لاننسى دور المركز الثقافي والاجتماعي الذي افتتح في بداية السبعينات من القرن الماضي في منطقة القاضية القريبة من حي الاندلس في الجانب الايسر وفي عهد رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور محمد صادق المشاط والذي تولى رئاسة الجامعة من 1970 الى سنة 1977 .وقد هدم  المركز بعدئذ واحتلت القصور الرئاسية محله وبعدها انعدمت النشاطات الثقافية والاجتماعية لاساتذة الجامعة وتأسس مكانه ( المنتدى العلمي  والادبي )  .
وكان للمركز الثقافي والاجتماعي ايضا دور في نشر الوعي الثقافي  بما وفره من فرص تعلم اللغة الانكليزية واللغة الفرنسية واللغة التركية  للراغبين من ابناء المدينة وذلك بما نظمه من دورات تعليمية اعتمدت التقنيات التعليمية المتقدمة وبإعتماد اساتذة متخصصين .
وعبر  ال (50 سنة ) الماضية زار الجامعة عدد كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية من مختلف انحاء العالم زارها رؤساء جمهوريات وقادة وووزراء ورؤساء جامعات  ووعمداء كليات ورموز علمية وثقافية كثيرة جدا .

هذا جزء صغير من قصة جامعة الموصل التي سأرويها لكم في كتابي عنها والذي سيصدر قريبا ان شاء الله

                                                             اسماء رؤساء جامعة الموصل
                                                                    بناية كلية التربية
                                                                 بناية المكتبة المركزية
                                                         من المجلات الاكاديمية لجامعة الموصل

                                                                 بوابة جامعة الموصل
م                                                         نظر عام من داخل جامعة الموصل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقديم الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف* لكتاب الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي الموسوم ( رجال ونساء الخدمات المجتمعية في الموصل خلال العهد العثماني )

                          الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي يهدي الدكتور ابراهيم  خليل العلاف عددا من مؤلفاته المنشورة      تقديم  الاستاذ الدكت...