حزب الاتحاد والترقي

حزب الاتحاد والترقي والذي اسس في سالونيك منذ اواخر القرن التاسع عشر، نجح في تفجير ثورة 23 تموز 1908 واجبار السلطان عبد الحميد الثاني 1876-1909 في اعادة العمل بدستور 1876 .. وبعد اعادة الدستور تم خلع السلطان وقد رفع الحزب شعارات الحرية والعدالة والمساواة . وكما هو معروف فإن ان الانقلاب اي الثورة الدستورية التي وقعت يوم 23 تموز 1908 قادها مجموعة من الضباط الذين ينتمون الى جمعية الاتحاد والترقي منهم انور وجمال ونيازي وجاويد وقد سرت موجة من الفرح والابتهاج بالثورة في جميع انحاء الدولة العثمانية املا في بداية عهد جديد تترجم فيه شعارات الاتحاديين الى واقع ملموس وقد نشط الاتحاديون في الدعاية لمبدئهم عن طريق الصحف والدعاية السياسية وفتحت فروع للجمعية في مدن الدولة المختلفة ومنها المدن العراقية كما استعانت الجمعية بالصحف والمجلات لنشر اهدافها السياسية وعمدت الى فتح النوادي 

 والمدارس وعينت لتلك المدارس معلمين ودعاة من بين اعضائها يلقنون التلاميذ اهداف ومبادئ الاتحاديين .كما نشرت الجمعية برنامجها السياسي في اواخر ايلول سنة 1909 وقد نص على ان تدار لولايات على اصول توسيع المأذونية اي الصلاحيات في تقوية عرى الاتحاد بين شعوب الدولة العثمانية على ان تبقى اللغة التركية بالحروف العربية هي اللغة الرسمية .وتتبع الدولة سياسة تعليمية ترمي الى تربية النشئ العثماني تربية موحدة وشيئا فشيئا اخذت الجمعية تمارس المركزية المتطرفة وترفع شعارات طورانية تعصبية للعنصر التركي فنفر منها العرب والكرد وغيرهما من عناصر الدولة من غير الاتراك وبدأ العرب والكورد يؤسسون لهم جمعيات قومية تقف في وجه الاتحاد الامر الذي عرضهم الى مخاطر كبيرة وخاصة خلال الحرب العالمية الاولى وكان لتحالف الاتحاديين مع الالمان في الحرب العالمية الاولى دور كبير في انهيار الدولة العثمانية نهائيا وتقسيمها الى دولة تركية ودولا عربية .

________________
*من كتابي :تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1982............ابراهيم العلاف
**الصورة لزعماء في جمعية الاتحاد والترقي