الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

نشرة غرفة تجارة الموصل ا.د.ابراهيم خليل العلاف

نشرة غرفة تجارة الموصل
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
لقد حرص الأستاذ عبد الغني العناز عندما كان رئيسا لغرفة تجارة الموصل على أن يكون لغرفة تجارة الموصل صوت مسموع في الدوائر والمؤسسات التجارية الموصلية والعربية والعالمية ، فعمل على إصدار( نشرة غرفة تجارة الموصل) وذلك في سنة 1974 ومما يسعدني أنني احتفظ بمجلدات هذه النشرة كاملة .
جاءت ترويسة النشرة التي صدر عددها الأول في 11 أيار-مايو 1974 إلى أنها نشرة تتضمن أخبارا اقتصادية ، ومقالات علمية، وتحقيقات صحفية تهم التجار رئيس التحرير عبد المجيد النانوسي .. وقد طبعت بمطبعة الجمهور في الموصل ولديها رقم إيداع في دار الكتب والوثائق ببغداد ( 121 لسنة 1974) .كما أنها مسجلة بمصلحة البريد والرق والهاتف برقم 111، وقد جاء في كلمة العدد الأول أن النشرة جاءت لتعكس إحدى الجوانب الرئيسية لنشاط مجلس إدارة الغرفة الجديدة. ومن مهام النشرة معالجة المشاكل الاقتصادية والتجارية والتوصية بوضع الحلول المناسبة لها، والتقريب بين وجهات نظر المؤسسات والشركات العامة ووكلائها ،واقتراح إنشاء المشاريع التي تحتاجها محافظة نينوى، وأخيرا رفع المستوى المهني والصحي والمالي لطبقة التجار والكسبة التي تمثل قطاعا كبيرا من قطاعات الشعب، وقد أسهم في تحرير النشرة كتاب وأدباء ومؤرخون، واقتصاديون وغيرهم ويمكن ان نورد أسماء بعضهم وهم الأستاذ سعيد الديوه جي، والدكتور حميد القيسي ،والاستاذ ممتاز الياور، والمحامي محمود ألنعيمي ،والأستاذ زهير المفتي، والأستاذ عبد الوهاب ألنعيمي، والأستاذ عبد المجيد النافوسي ، والدكتور زكريا الباشا( مصري وهو أستاذ الاقتصاد في كلية الإدارة والاقتصاد –جامعة الموصل ) )، والأستاذ صادق محمد العباسي ،والدكتور أنور قصيرة، والسيد كمال الدين محمد السالم، والمحامي إسماعيل العمري، والأستاذ ربيع ألنعيمي والأستاذ أمير أكرم الصواف، والأستاذ طارق إسماعيل السيد توحي ، والسيدة لمياء علي الحنون، والدكتور وليد السيفو، والسيد ذنون البكر ،والآنسة هناء محمد قاسم،والآنسة ليلى إبراهيم احمد، والآنسة رباح احمد ضياء ،والسيد غانم قصاب
وفي العدد الثاني الصادر يوم 23 أيار 1974 كتب الأستاذ عبد الغني العناز رئيس الغرفة الافتتاحية. ومما قاله أن النشرة تهدف إلى تطمين قطاع التجار، وتبحث عن كل مايساعدهم على العمل خدمة للاقتصاد الوطني والنفع العام .وأضاف أن غرفة التجارة، استطاعت ((أن تضمن عائلة التاجر بسعيها المتواصل لتشريع قانون التقاعد ، كما أنها كفلت له الضمان الصحي ووفرت له سبل إعانته داخل القطر وخارجه ليحظى بالعناية الصحية اللازمة ، وبهذا وفرت لمحترفي هذه المهنة ضمان الشيخوخة والصحة وحمته من أفات العوز والمرض ، وهيأت له أسباب الضمان بالتأمين الإلزامي ..)) وقد بذل الأستاذ العناز جهودا كبيرة من اجل تشجيع التجار والكسبة للانضمام إلى الغرفة ويتضح ذلك من خلال دعوتهم المستمرة لهم عبر الصحف ووسائل الإعلام المختلفة وكان يرى بان انضمامهم للغرفة يحمي مصالحهم ويحقق لهم فوائد تجارية واجتماعية كبيرة.
في العدد الرابع من النشرة والصادرة في 8 حزيران 1974 ، أجرت هيئة التحرير مقابلة مع الأستاذ عبد الغني العناز رئيس الغرفة .. ومما قاله جوابا على سؤال يتعلق بما قدمه مجلس إدارة الغرفة : (( منذ تولينا مجلس إدارة الغرفة من الدورة الأولى في السادس من تشرين الثاني سنة 1969 عملنا ، أنا وزملائي أعضاء مجلس الإدارة ، على تقديم أفضل الخدمات والمكاسب لمنتسبي الغرفة ، وعلى وجه التحديد إقرار تشريع قانون تقاعد التجار والكسبة، ونعتقد أن هذا القانون يعد الأول من نوعه ليس في بلدان العالم الثالث فحسب بل في العالم اجمع ، وسيكون له صدى واسعا ورحبا لدى المستفيدين منه…)).
وأضاف الأستاذ العناز إلى ذلك أن مجلس إدارة الغرفة منذ توليه للمرة الثانية الإدارة في السادس من كانون الأول-ديسمبر سنة 1973 يبذل قصارى جهوده لتصعيد الحركة التجارية في الموصل وإنعاشها.. كما تم رفع مشروع صندوق الضمان الصحي للكبار إلى الجهات المختصة لإقراره .. علما بان مشروع التسليف والضمان الصحي المعمول به .. يعد من أهم المنجزات التي حققها المجلس في دورته الحالية وبموجبه يتم تسليف منتسبي الغرفة من الكسبة وصغار التجار مبالغ من حالات المرض أو الزواج أو أبناء السكن .. فضلا عن أن الغرفة حققت مشروع التأمين الجماعي على حياة الكسبة والتجار لمن يرغب بالتأمين على حياته وبإقساط مخفضة وقال أن الدورة الأولى لمجلس إدارة غرفة تجارة الموصل رغم أنها شهدت حركة نشطة بمشاركتها في المؤتمرات الدولية كمؤتمر الخرطوم سنة 1971 ومؤتمر بغداد في شباط 1973، إلا أن الحركة ازدادت نشاطا في الدورة الثانية حيث اتصلت الغرفة بعدد من مدراء الشركات والمؤسسات العامة لتعقد ندوات مفتوحة مع وكلائهم في محافظة نينوى)).
وقدم السيد رئيس الغرفة الأستاذ العناز في المقابلة تلك لمحة عن تاريخ غرفة تجارة الموصل وقال إن الغرفة تأسست سنة 1926 وكانت مجالس الإدارة التي تعاقبت عليها ممثلة بالقطاع الخاص حتى عام 1969 حيث تم تشكيل الاتحاد العام للغرف التجارية العراقية للإشراف المباشر على أعمال الغرف التجارية في المدن العراقية وبذلك تحدد مجلس الإدارة من عدد من العاملين في القطاع العام يتم تعينهم من قبل وزارة الاقتصاد ، أما أعضاء القطاع الخاص فيتم انتخابهم أصوليا، وبذلك تمتزج الخبرات العلمية للقطاع العام .. وقال إن نشرة غرفة تجارة الموصل أول نشرة تصدرها الغرفة منذ تأسيسها.
كان الأستاذ عبد الغني العناز حريصا على عقد الندوات الموسعة مع رؤساء المؤسسات العامة والمدراء العامة للشركات التجارية مع مقر الغرفة بشارع نينوى وكانت النشرة تتابع وقائع هذه الندوات التي كان حضور الأستاذ عبد الغني العناز فيها واضحا وقد استضافت الغرفة عددا من المدراء العاملين منهم على سبيل المثال المدير العام للشركة العامة للسيارات ومعاون المدير العام وتوزيع المواد الكيماوية ورئيس المؤسسة العامة للحبوب والشركة العامة للدواجن في المنطقة الشمالية والمدير العام للشركة العامة للسمنت ومدير مصلحة المبيعات الحكومية والمدير العام لشركة المعادن الوطنية فرع المشراق .وكانت الندوات تخرج بتوصيات تأخذ طريقها إلى التنفيذ. ومن الطريف أن يتولى الأستاذ عبد الغني العناز مسؤولية توثيق نشاطات غرفة التجارة منذ تأسيسها ففي العدد العاشر الصادر في 29 أب 1974 نراه يسبر غور أرشيف مكتبة الغرفة ويقتطف فقرات مهمة من محاضر الجلسات الأولى للغرفة لينشرها كوثائق تاريخية تعكس تطور الغرفة منذ سنة 1926 ومن هذه الوثائق مايشير إلى قبول مجلس إدارة الغرفة في اجتماعه الأول في كانون الأول 1926 كل السيد يونس بن محمد الكلاك في الغرفة (الصنف الرابع) والسيد احمد بن حسين العناز (الصنف الثالث) كما شكلت الغرفة لجنة من عبد المجيد جلبي زكريا ،وإبراهيم أفندي عقراوي،لتدقيق الشهادات التي تعطى من الغرفة للتجار. كما تلي في الاجتماع " سند يعقوب سارة المؤرخ في 18 كانون الأول 1926 الحاوي على مبلغ خمسة وأربعون روبية وخمسة آنات قيمة قرطاسية للغرفة وتقرر باتفاق الاراء وصرفها". وعمل الأستاذ العناز هذا، يدل على وعيه بأهمية التاريخ ،والتوثيق في بناء الاقتصاد والمجتمع بناء صحيحا .
*http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/20…/…/1934-2007.html
** الغلاف المنشور عبارة عن تشكيل فني تجريدي للفنان المرحوم عبدالحميد التحافي وهو غلاف مجلة غرفة تجارة الموصل العدد 112 الصادر يوم 1 كانون الاول 1978 وقد نشرت للاستاذ ماجد حامد محمد قصيدة بعنوان( نسيج الوجود ) وعلى الصفحة الاخيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...